أصيب مؤخّرا نحو 115 شخص بوباء الليشمانيوز أغلبهم من الأطفال، خاصّة تلاميذ المدارس الذين تعرّضوا لهذه الأمراض من خلال احتكاكهم بالمحيط البيئي القذر، وكذا تعرّضهم للسعات الحشرات واللّعب بالتراب وهذا في ظلّ غياب الرقابة الصحّية وعدم الزيارات الميدانية للمدارس واللاّ مبالاة بأهمّية التوعية والتثقيف من خلال حملات تحسيسية للمواطنين من قِبل الجهات المعنية· وقد أبدى سكان شمال ولاية الجلفة وخاصّة منها بلدية حاسي بحبح شعورهم بالرّعب وتخوّفهم من وقوع إصابات بينهم بمرض (الليشمانيوز الفتّاك)، وهو مرض معدي ينتقل من خلال الاحتكاك واللّمس. وتؤكّد مصادرنا المطّلعة أن هذا المرض (الخطير) الذي يتوسّع بشكل رهيب في المناطق النّائية والمداشر المعزولة ينتشر إلى أبعد الحدود إن لم يتمّ تكثيف من خلالها للحملات الوقائية والتكفّل الصحّي وعلاج المصابين. وأضاف مصدرنا أنه رغم إرسال جرس الإنذار بهذا (المرض الفتّاك)، والذي أكّد أخصّائيون وأطبّاء مرض الجلد أنه خطير وقاتل في بعض الأحيان ويترك للبعض تشوّهات مستدامة وخاصّة الفتيات في مقتبل العمر، والذي يصيب من خلاله مناطق حسّاسة من الجسم، خاصّة ما تعلّق بالوجه واليدين والرجلين، إلاّ أننا نلاحظ أن مديرية الصحّة والإسكان لم تحرّك ساكنا لإيقاف زحف هذا (المرض القاتل) ومن دون اتّخاذ أيّ إجراءات احترازية من قبل الجهات المعنية، ويأتي هذا في الوقت الذي يطالب فيه سكان حاسي بحبح الجهات المختصّة بالعمل الجدّي للتخلّص من هذا المرض الذي سيفضي إلى تشوّهات جسدية أو الوفاة· كما طالب السكان بتوفير الدواء واللّقاح، بالإضافة إلى مطالبتهم بتوفير مخابر تحاليل لهذه الأمراض التي تتطلّب جهدا كبيرا في تحديد الأمراض، حيث أن مستشفيات ولاية الجلفة لا تتوفّر على مخابر تحاليل من هذا النّوع لعلاج مثل هذه الأمراض، في حين نجد أنها ترسل إلى مخابر خاصّة مقابل مبالغ مالية وبعض المخابر الخاصّة التي تنقل العيّنات إلى العاصمة أو الولايات المجاورة، ممّا أدّى إلى تأخّر في النتائج. كما طالب مواطنو ولاية الجلفة الجهات الوصية بتوفير الأدوية في المستشفيات على الرغم من أن الدولة خصّصت الإمكانيات المادية لها من أجل توفير الدواء والعلاج المجّاني للمصابين بهذا المرض· وعن موضوع طرح الدواء في المستشفيات أشار مواطنو الجلفة والحركة الجمعوية والمجتمع المدني إلى أنهم يضطرّون إلى شرائه من الصيادلة، مضيفين في ذات السياق أنه حتى الحقن والقطن وماء الغسيل يكاد لا يوجد في مستشفياتنا، وهو ما أوضحه لنا بعض الأشخاص الذين نقلوا إلى مصلحة الاستعجالات، حيث صدموا بعدم وجود حقنات والدواء اللاّزم، كاشفين بذلك عن مدى خطورة هذا المرض القاتل إن لم تتدخّل الجهات المعنية للتصدّي لهذا المرض المعدي الذي ينتشر بسرعة، وهو ما ترك تساؤلات وتعاليق حول نقص الأدوية واللّقاحات المهربة حسبهم ، والتي تباع دون شكّ عند الصيادلة في غياب الضمير والمراقبة·