أحيانا ينتابني شعور بأن كرة القدم لا تحبنا فمنذ فجر الاستقلال ونحن نقوم ونسقط وتحاك ضدنا المؤامرات وننهزم ونربح تارة ونقصى ونتأهل فلم نسعد بأطول فترة ممكنة متواصلة ورغم كل هذا أنجبت الكرة الجزائرية جيل ذهبي لايتكرر إلا كل 100 سنة في الجزائر أبهرت به العالم ، ففي مطلع الثمانينيات أنجبت الكرة عندنا منتخب 82 الذي وصل لنهائي كأس أفريقيا 1980 وانهزم أمام نيجيريا بعدما أحيك ضده مؤامرة لما لم يجد لاعبو منتخبا فندق لنوم ليلة مباراة ومن بعدها تأهلنا للمونديال وأحاكت النمسا وألمانيا تلك المؤامرة الرخيصة ضدنا وحرمنا من التأهل لدور الثاني ومن بعدها كل مرة نخفق للوصل والتتويج بالكأس الأفريقية بفعل أفعال وليس فاعل فقط، مرة لعقد بين لاعبين ومرة بسبب تدخل أناس في التشكيل ومن بعد فزنا بالكأس الأفريقية عام 1990 ومن هذا التاريخ سبات عاشت فيه كرة الجزائرية وعشنا كلنا فيه فخربشات ونكسات لا تعد ولا تحصى حتى طلت علينا ليلة أم درمان فعاد لنا شعاع الأمل لكنه سرعان ما إنطفأت تلك الشمعة سريعا ودون سابق إنذار ورجعنا لظلامنا الحائك بين اللخبطة والارتباك·· فلم نعش بكرتنا أفراحا مستمرة ومتواصل ولم نذق التتويجات كثيراء سواء منتخبات أو أندية وظل الحال على ماهو عليه ولربما أسوأ حيث أصبحنا في هذه الأيام حصالة الكرة الأفريقية فكل مرة على مرة يأتي منتخب ويدك عرين حارسنا المسكين بالأريعة ويذهب ونعود من حيث بدأ أو جئنا إن صح التعبير ونرجع للخلف خطوات ونتذمر من بعضنا البعض ويملكنا الخوف واليأس على حال كرتنا فلماذا كل هذا فلما لايصدر قانون بوقف كرة القدم عندنا لبضع سنين لربما نلملم أوراقنا من جديد ونرتاح ولو قليلا من كيد الكرة وظلمها علينا لعلها تشتاق إلينا وتطلب ودنا وعطفنا لكي نعود وهي تدري تمام الإدراك أننا شعب نعشق كرة القدم ولنا جينات تبهبر وتمتع لو وجدت من يهتم بها حسن الاهتمام· لعلي أخلط بين الواقع والخيال لكنها الحقيقة فكرة القدم ظلمتنا كثيرا وظلمنا أنفسنا معها فلنتركها وتتركنا برهة لعلها تنير لنا طريقا وتنمحنا سرها كما منحته للبرازيل والأرجنتين ويومها يمكن أن لا نتنهد ولا نتألم ولا نحزن ولا نغضب على كرة القدم وهي بالمثل لن تغضب وستسعد بنا لأننا سنعطيها أعظم لاعبي العالم إن أنارت لنا دربها··