سيشرع قبل نهاية جانفي 2012 في تجسيد مخطط حفظ واستصلاح القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لبوسعادة بولاية المسيلة حسب ما علم لدى مديرية الثقافة· وأشارت مديرية الثقافة إلى أن الأشغال المرتقبة ستتمحور حول الحفظ من خلال عديد العمليات من بينها التدخل لحماية بعض مواقع المدينة من التدهور مع الحفاظ على الجانب الهندسي المعماري لذات المدينة التي يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من قرنين· وستكون المدينة العتيقة لبوسعادة بالإضافة إلى ذلك محل عمليات ترميم وتهيئة تكميلية ستوكل إلى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية التي سيتحدد مجال تدخلها خلال الملتقى الدولي حول (المدينة القديمة والواحات) المزمع تنظيمه في مارس المقبل حسب ما أفاد به ذات المصدر· وسيتركز تدخل وزارة الفلاحة على الجانب المتعلق بحماية محيط المدينة العتيقة الذي يشمل واحات النخيل وحواف الأودية والممرات· وسيشرع في العمليات المزمع تجسيدها من طرف وزارتي الفلاحة والثقافة بعد تصنيف المدنية العتيقة كمعلم وطني وذلك في مطلع جانفي المقبل· للتذكير كانت المدينة العتيقة لبوسعادة محل أشغال ترميم عبر عديد المراحل استهلت منذ العام 1995 غير أنها لم تثمر بما هو مرجو منها لإعادة الاعتبار لهذه المدينة التي ورد في بعض الروايات أنها أنشئت من طرف تجار كانوا يمرون بها باتجاه التل ليستقر بعضهم بها وبنوا مساجد وكتاتيب لتدريس القرآن· وتتميز المدينة العتيقة لبوسعادة بضيق أزقتها وارتفاع أسقف بناياتها وكثرة ممراتها وأنجزت بمواد بناء محلية من بينها الطوب· كما لجأ سكانها إلى استعمال العرعار للتسقيف والذي لا يزال صامدا إلى الآن· ويلاحظ على أبواب منازلها الرئيسية أنها مرتفعة مقارنة بالأبواب الحديثة وهي مقوسة من الأعلى كما لا يتعدى عدد مداخل المدينة الأربعة موجودة بشمالها وجنوبها وغربها وشرقها ما يصعب على الغرباء الخروج منها· وتبرز بمحيط المدينة العتيقة نشاطات تجارية عديدة على غرار إقامة الأسواق الأسبوعية ما جعل منها قبل ثلاثينيات القرن الماضي موقعا إستراتيجيا للتجارة والتواصل· وقد لجأ الاحتلال الفرنسي إلى بناء منشآته العسكرية بالقرب منها بغرض المراقبة بعد أن لم يتمكن من إيجاد موقع لبنائها داخل المدينة·