شهدت عائلة (مقران) بمدينة تيزي راشد بتيزي وزو خلال 22 من شهر ديسمبر المنصرم، حدثا سعيدا للغاية، تمثل في ولادة ثلاثة توائم، ولد وبنتان، انضموا إلى أشقائهم الأربعة، الحدث الذي ألقى بظلاله على كافة أهالي المدينة، باعتباره الأول من نوعه، حيث لم تشهد المدينة ولادة مماثلة قبل هذه المرة· وقد شهدت الجزائر عدة ولادات لأكثر من توأمين عبر عدد من مناطق الوطن، في ظاهرة، يمكن القول إنها شهدت ظهورا ملفتا خلال السنوات الأخيرة، ولازالت تثير الكثير من الدهشة والحيرة في نفوس كل من يسمع بها، إضافة إلى ما يمكن أن تتيحه من أمل وثقة في قدرة الله عز وجل بالنسبة للأزواج الذين لم يرزقوا بأطفال من قبل، أو مضت فترة طويلة على زواجهم، دون أن يرزقوا بطفل يملأ عليهم حياتهم، حيث أن الله قادر على منح أكثر من طفل، مرة واحدة، ليؤكد أن التمسك بالله عز وجل والثقة به والإبقاء على الأمل قائما في نفس كل منا السبيل الأوحد لنيل رضاه عز وجل، وطرق أبواب رحمته ورزقه مادام يرزق من يشاء بغير حساب· وعلى الرغم من أن البعض قد ترعبه فكرة تربية أو ولادة توأم، يضم أكثر من طفلين، نظرا لمشاغل الأسرة مثلا، كعمل الأم، أو ضيق المسكن، وقلة الموارد المالية، إضافة للاحتياجات الكبيرة التي تتطلبها الرعاية بهم، منذ لحظة ميلادهم الأولى، ثم إلباسهم، وإطعامهم، وتعليمهم، فإن العائلات الجزائرية، تعتقد اعتقادا راسخا أن لكل مولود رزقه، وأنه لا ينبغي مطلقا التخوف من هذه المسألة، ما دام أن الأولاد رزق يأتي من عند الله جل وعلا، والأفضل هو التفكير بالطريقة المثلى لتربيتهم تربية حسنة، وعدم تركهم محتاجين لأي شيء مهما كان بسيطا· العائلة التي استقبلت التوائم الثلاثة، بدت حسب -بعض المقربين- في قمة السعادة على هذه النعمة الربانية المميزة، لكن تبقى الظروف الاجتماعية الصعبة والقاهرة التي تعيشها عائلة السيد مقران مخلوف، والد التوائم الثلاثة، وسبعة أطفال حاليا، أكبر ما ينغص عليهم فرحتهم، خاصة مع ما تتطلبه رعاية مولود واحد، من تكاليف باهظة، لاسيما تلك المتعلقة بعلب الحليب، الذي تعرف أسعارها ارتفاعا كبيرا، إلى جانب الملابس والحفاظات والرعاية الطبية، وما شابه ذلك، وما بالك إذا ما تعلق الأمر بثلاثة رضع في نفس العمر ولعائلة واحدة، يحتاجون كل الرعاية والعناية والاهتمام، مع توفير كل الضروريات، فيما أن العائلة من الطبقة البسيطة، حيث لا يكاد يغطي دخل الوالد احتياجات أسرته كلها، واحتياجات توائمه الصغار بالدرجة الأولى، ومع اعتقاده الكامل بأن رزق أطفاله معهم، وأنه سيبذل قصارى جهده لجعلهم ينعمون بكل ما يحتاجون إليه، وتربيتهم تربية صالحة، فإن والد التوائم يتوجه إلى الجهات المعنية بطلب مساعدته على تربية توائمه الثلاثة وتوفير الضروريات اللازمة لهم·