ويجعل من يشاء عقيما!! تؤكد الإحصائيات أن السنوات العشر الأخيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في معدلات ولادة التوائم، حيث تشير التقديرات إلى أن مستشفياتنا تشهد سنويا ولادة أكثر من 24 ألف توأم، وهو الارتفاع الذي عزاه الأطباء المختصون إلى زيادة نسبة النساء اللواتي يتلقين العلاج الهرموني لحل مشاكل عدم الإنجاب. * * أثار الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام في 2007 بشأن امرأة في السابعة والعشرين وضعت بمستشفى القبة بالعاصمة 8 توائم، بقي 6 منهم على قيد الحياة بعد أن توفي أحدهم داخل رحمها وآخر بعد ولادته، استغراب الرأي العام الجزائري الذي لم يتعود على مثل هذا العدد من التوائم، لكن الخبر تكرر مع 3 توائم في المسيلة وأربعة في العاصمة و5 في سطيف ومؤخرا مع سيدة حملت ب11 توأما! * وعن هذه الظاهرة، قال الدكتور يوسف خوجة، مختص في أمراض النساء والتوليد والأمين العام لعمادة الأطباء الجزائريين، إن ازدياد عدد المواليد التوائم بالجزائر بدأ يُلاحظ في الجزائر منذ حوالي 10 سنوات وأنه لم يعد يقتصر على التوائم من مولودين اثنين، بل تعداه إلى 3 و4 مواليد وحتى إلى 7 مثلما حدث بمستشفى القبة قبل حوالي السنتين، مشيرا إلى أن نسبة التوائم بالجزائر لم تكن تتجاوز قبل، في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، 3 بالمائة لتنتقل اليوم بين 5 إلى 7 بالمائة من أصل 350 ألف ولادة سنويا، أي ما يعادل حوالي 24500 توأم يولدون سنويا. * وأرجع المتحدث أسباب هذا الارتفاع في الحمل بالتوائم إلى الأدوية المستعملة في معالجة العقم لمدة طويلة، سواء تعلق الأمر بالأدوية العادية أو بتقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب وخصوصا التلقيح الاصطناعي والتلقيح بالأنابيب. »مع ارتفاع عدد الأزواج الذين يعانون صعوبات في الحصول على أطفال من جهة، وتطور تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب من جهة أخرى، ازداد الطلب على هذه الأخيرة وأصبحت هذه التقنيات متاحة للجميع وخُصصت لها مراكز يقصدها المعنيّون بكثرة، كما أنهم يواظبون على العلاج لفترة طويلة قد تدوم لسنوات، وهنا تزداد نسبة الحصول على أجنة توائم بين 20 إلى 40 بالمائة بسبب الأدوية المنشطة للمبايض«. * وكان الدكتور شريف نذير، الرئيس السابق للجمعية الوطنية لأمراض النساء والتوليد، قد قدّر عدد المصابين بالعقم في الجزائر ب3 ملايين شخص بين رجل وامرأة. كما كشف البروفيسور بوزكريني، رئيس مصلحة طب النساء والتوليد بمستشفى نفيسة حمود بارني سابقا بحسين داي ورئيس الجمعية الجزائرية لأطباء النساء والتوليد، بأن2.5 بالمائة من الأزواج الجزائريين يعانون مشكل الخصوبة، في حين أشارت آخر دراسة لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات إلى وجود أكثر من 300 ألف زوج ليس لديهم أطفال. * والملفت للانتباه في ظاهرة الحمل بالتوائم الخطورة والمضاعفات التي تسببها للأم، خاصة ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل وكذلك بعد الولادة، بالإضافة إلى زيادة نسبة تشوهات الأجنة من 2 إلى 4٪ خاصة المتشابهة. * * مضاعفات صحية وتكاليف مادية * كما تمثل الولادة المبكرة للحامل بتوأم مضاعفات صحية، بله عن التكاليف المادية، إذ تعد المشكلة الأساسية لحمل التوأم، فهذه المضاعفات تزيد بنسبة 50٪ عن الحمل الطبيعي. أما بالنسبة لوزن الأجنة فيكون أقل لتعدّدها وقد يحدث أيضا قصور في نموها داخل الرحم، ناهيك عن التكلفة الكبيرة التي تتحملها الأسرة والمجتمع، حيث أخبرنا ربّ عائلة من شرق الجزائر رُزق مؤخرا بصبيين وطفلة دُفعة واحدة أنه يعاني من صعوبات مادية، خاصة وأنه موظف بسيط في مؤسسة عمومية »بعد 3 سنوات من العلاج، فرحتُ وزوجتي بخبر حملها لنكتشف بعد 4 أشهر أنها حامل ب3 أجنة... وبقدر ما فرحت بهم تخوّفت من مسألة تأمين مصاريفهم، لأنني أدركت أنها مصاريف 3 أشخاص وليس شخص واحد... في البداية لم أحس كثيرا للأمر بفضل ما جادت به أيادي المحسنين من حفاظات وحليب، لكن بعد مرور سنة قلّت مساعدات أهل الخير وازدادت مصاريف التوائم التي لم يتحملها راتبي الشهري، فاضطررت إلى البحث عن عمل إضافي أعين به نفسي... الحمد لله على كل شيء«.