لا زال طلبة مدينة براقي وضواحيها (سيدي موسى، الكاليتوس) يعانون من مشكلة النقل وخاصة مع التزايد المستمر للطلبة بالرغم من كثرة الشكاوي ولكن دون استجابة أو حتى ردّ، فبالرغم من بعد المسافة بين المدن التي يقطنون فيها وبين الجامعات إلاّ أنّ ذلك لم يضف شيئًا عند الهيئات المعنية، حيث استاء الطلبة لهذه الوضعية التي باتت تؤرقهم· وفي هذا الإطار اقتربنا من بعض الطلبة فأجابنا (سمير) طالب في كلية الحقوق (بن عكنون) أنهم يعانون من هذه الوضعية منذ أكثر من ثلاث سنوات، فالبرغم من الشكاوي إلاّ أنهم لم يتلقوا أي إجابة، ويضيف قائلاً إنهم فكروا في التخلّي عن هذه الحافلات إلاّ أنّ ذلك شبه مستحيل بما أنه لا توجد أي مواصلات تنقلهم مباشرة من (براقي) إلى (بن عكنون) حيث يجعلهم يغيرون أكثر من محطتين على الأقل). ولكن يبقى حال طلبة (بن عكنون) أفضل بكثير من طلبة جامعة (بوزريعة) و (القبة القديمة) لأنهم لا يملكون أيّ حافلة تنقلهم مما يجعلهم ينتظرون مرور الحافلات الخاصة بنقل طلبة (بوفرة) والتي بدورها تأتي مكتظة تمامًا، حيث لا يتسنى لطلبة براقي الركوب حتى ولو كان الوقوف أمام الباب، بالرغم من أن جامعة بوزريعة بعيدة جدًا على منطقة براقي ويستوجب ذلك وضع حافلة لتغطي ذلك العدد المرتفع من الطلبة. ولكن مع حلول السنة الجديدة شاهدنا حالة غريبة وكأنها هدية السنة الميلادية الجديدة قدمت لطلبة مدينة براقي وضواحيها، والغريب في الأمر أنها على مستوى جميع الجامعات (تافورة، بوزريعة، دالي ابراهيم، القبة القديمة، بن عكنون) وهي تغيير حافلات نقل الطلبة ولكن بدلاً من أنّ يكون هذا التغيير من الأحسن إلى الأحسن كان هذا التغيير من الأحسن إلى الأسوء حيث أرجعت لهم الحافلات التي كانوا يستعملونها في سنوات 2002 2003 وهي من نوع (صوناكوم 2001)، حيث استقبل الطلبة هذه الحافلات بالدهشة والاستغراب والاستياء، وبهذا الصدد اقتربنا من بعض الطلبة لرصد آرائهم في النقطة المثارة، (أمينة) من بين الطلبة الذين عبروا عن غضبهم واستيائهم اتجاه هذا التغيير الذي لا يخدم الطلبة ولا يوفر لهم الراحة أو حتى التقليل ولو بنسبة قليلة من المشقة التي يعانيها الطلبة ذهابًا وإيابًا حيث أجابتنا بردة فعل فقالت: (بدلاً من أن يضيف لنا حافلات تقلل من الاكتظاظ الذي نعيشه يوميا قاموا بتغيير الحافلات، حيث كانت الأولى أكثرًا اتساعًا من هذه وكانت لا تستوعب ذلك العدد فكيف بهذه الأقل حجما؟). (سفيان) كذلك من بين الطلبة الذين استاؤوا من هذه الوضعية حيث قال: (نحن فعلا نعاني من هذه الوضعية منذ سنوات وبالرغم من الشكاوي المقدمة إلاّ أنّهم لم يلبوا مطلبنا الوحيد، وفي الأخير قاموا بتغيير حافلات قديمة لا تسع ولو نصف الطلبة، ومازاد غضبنا هو أنّ هذا التغيير مسّ فقط مدينة براقي والكاليتوس وسيدي موسى وكأنه نوع من الاستهتار والتهميش و (الحفرة)، وبالرغم من الاستياء الكبير لدى معظم الطلبة إلاّ أنّ القلة منهم استقبلوا هذه الحافلات بالنكت والسخرية، حيث أطلقوا أوصافًا لهذه الحافلات منها (حافلة ريح تور) وكذلك حافلة (المخفي) نسبة لفيلم (الطاكسي المخفي) والبعض الآخر اعتبرها أنها هدية السنة الجديدة وأنها التفاتة جميلة يجب شكرهم عليها. وفي الأخير يبقى السؤال مطروحًا: ما الفائدة من هذا التغيير الذي لا يخدم الطلبة لا من قريب ولا من بعيد؟ حيث كان يجب أنّ يسهروا على خدمتهم وراحتهم بدلاً من تهميشهم وعدم الإهتمام بهم.