* رئيس "حمس": "لهذه الأسباب انسحبنا من التحالف" فتح رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أمس الأربعاء النّار على شريكيه السابقين في التحالف الرئاسي الأفلان والأرندي حين قال إن مرور الجزائر إلى برّ الأمان يقتضي (إنهاء التداول) على السلطة بين حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمّع الوطني الديمقراطي اللذين كانا يقاسمهما الشراكة السياسية لمدّة تجاوزت السبع سنوات قبل أن يكتشف احتكارهما للسلطة· وقال سلطاني بصريح العبارة إن تحقيق المرور إلى (برّ الأمان بهدوء) لابد أن يتمّ عبر (الانتهاء من التداول بين حزبي السلطة جبهة التحرير الوطني والتجمّع الوطني الديمقراطي )، مضيفا في حديث مطوّل أجرته وكالة الأنباء الجزائرية معه ونشرته أمس أنه (لا ينبغي أن يكون في الانتخابات المقبلة حزبا السلطة هما رقم واحد واثنين في الترتيب لتأتي بعدهما باقي الأحزاب)· ودعا سلطاني في هذا الشأن إلى جعل الذكرى ال 50 لاسترجاع السيادة الوطنية (محطّة) للانطلاق صوب (جزائر جديدة) وذلك من خلال (مراجعة) السياسيات والأفكار والوجوه والبرامج، وقال في هذا الاطار إنه يتعيّن على الجزائر أن (تدمج بين خيار تغيير الوجوه والبرامج وخيار إصلاح المنظومة السياسية)، مبرزا أن البلاد وبعد مرور نصف قرن من استرجاعها لسيادتها أضحت في (حاجة إلى مراجعة السياسيات والأفكار والوجوه والبرامج من أجل أن يكون تاريخ 5 جويلية 2012 محطّة للانطلاق نحو جزائر جديدة)· وذكر زعيم حمس أنه يتعيّن على الجزائر إذا ما أرادت استدراك حالها أن (تذهب نحو انتخابات نظيفة ونزيهة وشفّافة بمعايير دولية) مشيرا إلى أن تحقيق هذا المبتغى من شأنه أن (يضمن مشاركة واسعة، وأن يقلّل من نسبة العزوف عن الانتخاب) ومضيفا أن الجزائر (فتحت طريقا واعدا لإعادة بناء نفسها)، معتبرا أن كلّ الظروف (حاليا) ملائمة للوصول إلى ذلك، لا سيّما ما تعلّق ب (الوضع الاقتصادي والأمني والتوجّهات السياسية) رغم إقراره ب (وجود بعض المشاكل على مستوى الجبهة الاجتماعية)· في هذا الإطار ذكر المتحدث أن (البرنامج الحقيقي) لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لسنة 2012 هو (إنجاح الأصلاحات ورفع سقفها بما يرضي الشعب الجزائري وليس الإدارة)· وبشأن الأسباب التي أدّت ب (حمس) إلى الانسحاب من التحالف الرئاسي الذي كان يضمّ (جبهة التحرير الوطني والتجمّع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم)، أشار سلطاني إلى عدد من الدواعي منها (رفض الحليفين السابقين مطلب ترقية التحالف إلى شراكة سياسية وضعف التنسيق بينهم حتى في القضايا الكبرى بما فيها الإصلاحات)· وفي هذا الصدد اعتبر رئيس الحركة أن تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية (لا يحتاج إلى تحالف لأن من عليه القيام بذلك هو الحكومة والمجالس المحلّية)، موضّحا أن الرئيس بوتفليقة كان قد (حمّل جزءا من فشل تنفيذ برنامج النمو للمجالس المحلّية) التي -كما قال- (لم يحدث على مستواها تحالف سواء في البلديات أو في المجالس الشعبية الولائية)· ومن الأسباب الأخرى التي أدّت إلى الانسحاب من التحالف أشار سلطاني إلى ما وصفه ب (تحزيب الإصلاحات السياسية)، ملاحظا (حدوث تنسيق) بين الحليفين الآخرين السابقين وإبقاء حركته (بعيدة) عن ذلك، مذكّرا بأن حزبه ظلّ ينادي بترقية التحالف إلى (شراكة كاملة) في كلّ صغيرة وكبيرة مع (تحمّل أعباء السلبيات والإيجابيات)· في سياق متّصل، أكّد رئيس حركة مجتمع السلم أن الانسحاب من التحالف كان مردّه (رغبة حركة مجتمع السلم في فتح الساحة السياسية)، موضّحا أن بعض الأصوات في المعارضة (ظلّت تنادي بأن التحالف هو المتسبّب في غلق هذه الساحة)· كما أن هذا الانسحاب - يضيف المتحدّث - من شأنه أن يعطي (مصداقية أكثر) للانتخابات المقبلة لأن دخول هذا الموعد متحالفين (يطعن نوعا ما) في مصداقية الانتخابات بجعل البعض يقرّ ب (تزويرها)· وبشأن ما نقلته بعض المصادر مؤخّرا حول عزم التيّار الإسلامي في الجزائر دخول الانتخابات المقبلة ب (شكل موحّد)، ردّ سلطاني أن حركته (تبارك هذه الخطوة)، مضيفا أن الحزب في (حوار وتشاور) مع أطراف هذه المبادرة، و(إذا سارت الأمور على ما يجب أن تكون عليه فسوف نصل إلى توافق حول شيء معيّن)·