يعد استهتار الراجلين أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى وقوع حوادث مرورية خطيرة، حيث يشكل الراجلون نسبة معتبرة من ضحاياها، إذ يصطدم بهم أصحاب السيارات وذلك عند اجتيازهم للطريق فجأة، وتزداد هذه الحوادث في المناطق الحضرية ذات الحركة الكثيفة، ويعود سبب الكثير من حوادث المرور إلى انعدام ثقافة سير الراجلين في الطريق، إذ مازال الكثير من الجزائريين، يعرضون حياتهم للخطر، من خلال استمرارهم في عبور الطرقات، خاصة الطرق السريعة، ورفضهم استعمال الممرات العلوية، فالكثير من الناس أصبحوا يقطعون الطريق غير مبالين بالخطر الذي يحوم حولهم، ورغم وجود الممرات العلوية فإن الكثيرين يتجاهلونها، لعدة أسباب منها ارتفاعها الشديد، وتحول بعضها إلى مكان انتشر به الباعة الفوضويين، بالإضافة إلى استعمالها من طرف بعض الشباب البطال كأماكن للسمر، كما أن البعض يرفض استعمالها بداعي كسب الوقت، ولا يهمه إن كانت حياته بذلك معرضة للخطر أم لا· تنامي هذه الظاهرة الخطيرة، التي يمكن أن تودي بحياة الفرد، دفعنا إلى رصد آراء بعض المواطنين حول الموضوع، من أجل معرفة الأسباب التي دفعتهم إلى الاستغناء عن الممرات العلوية التي من شأنها أن تحافظ على حياتهم، وتحميهم من التعرض لحوادث خطيرة، إذ قالت السيدة (ف·خ) إن عدد مرات استعمالها للممرات العلوية، أو ممر الراجلين يعد على أصابع اليد، بحجة أنها لا تملك الوقت لتضيعه في عبورها على تلك الممرات، وما إن تأتيها فرصة مناسبة حتى تقوم بقطع الطريق دون الشعور بأي خوف، فحسب رأيها فهي تعرف كيف تحمي نفسها من السيارات، أي أنها لا تقدم على اجتياز الطريق، إلا إذا كانت آمنة من السيارات المسرعة، لتضيف أنها تعودت منذ صغرها على الأمر، لذلك فهي ترى أن عدم استعمال الممرات العلوية من طرف الكبار، لا يعد مشكلا، وإنما يجب القيام بتوعية الأطفال الصغار بضرورة الاستعمال اليومي له، خاصة بعد الحوادث الكثيرة التي أصبحنا نسمع عنها ونراها بشكل شبه يومي، لذا لابد من تنمية الثقافة المرورية لدى الأطفال أولا، أما الكبار فهم مسؤولين عن أنفسهم وعن أعمالهم، وكل الذين يرفضون استعمال الممرات العلوية، هم على علم مسبق بالخطر الذي يعرضون أنفسهم له· من جهته يقول أحد الشباب إنه لا يستعمل الممرات العلوية، رغم فوائدها الكثيرة، لا لسبب سوى أن بعض هذه الممرات تثير فيك الخوف والذعر بسبب علوها الكبير، كما أن شكل سلالم بعضها يؤدي إلى النفور والابتعاد عنها، بالإضافة إلى اهترائها وتآكلها، فيفضل بعض المواطنين تعريض حياتهم للخطر باجتياز الطريق ولا يقومون باستعمالها خوفا من انهيارها في أية لحظة، ليضيف قائلا إن هناك البعض من الشبان يحرمون المواطن منها، ويدفعونهم إلى استعمال الطريق، نتيجة لاحتكارهم لها بأفعالهم وممارساتهم اللاأخلاقية، حيث يتخذها بعض الشبان كأماكن للسكر وتناول المخدرات وغيرها، وهو ما يحتم على المواطن استبدالها بما هو أخطر منها· وفي ذات السياق تقول الآنسة (ن· ك) إنها ومن شدة خوفها من السيارات لا تتوانى عن استعمال الممرات العلوية كلما وجدتها، خصوصا أن خوفها كان نتيجة تعرض شقيقها لحادث سيارة، كاد أن يودي بحياته، ومن ذلك اليوم وهي تستعمل كل ما من شأنه حمايتها من التعرض للحوادث، لتعقب أنه يجب الإكثار من هذه الممرات لحماية المواطنين· وعليه يبقى الدور على السلطات المعنية من أجل توعية المواطنين وتحسيسهم بضرورة استعمال الممرات العلوية والجسور وممر الراجلين للحد من الحوادث الخطيرة التي يتعرض لها المواطن، كما يجب على المواطن أن يتحلى بالثقافة المرورية، لحماية نفسه من حوادث ممكن أن تتسبب له في إعاقات مستديمة، أو تنهي حياته نهائيا·