“استشارة مختصّين في علم الإتصال والإشهار ضرورية لإنجاح عملية التوعية” دعا مدير مكتب الوقاية من حوادث المرور بالمديرية العامة للأمن الوطني، العميد طاطاشاك محمد، القائمين على سن وتطبيق قوانين المرور إلى اتباع أسلوب الترغيب لتشجيع الراجلين على تطبيق قانون المرور الخاص بهم مدير مكتب الوقاية من حوادث المرور بالمديرية العامة للأمن الوطني ل”الفجر” “يلزمنا 6 أشهر على الأقل حتى يستوعب الراجلون قانون المرور المعدل” مؤكدا على ضرورة استشارة مختصين في علم الاتصال والإعلام والإشهار حول كيفية التأثير على الناس، كاشفا أنه لا يمكن التنبؤ بفاعلية قانون المرور المعدّل قبل 6 أشهر من تطبيقه على الأقل قال المتحدث في حديث جمعه ب“الفجر” إن “الجزائري بطبعه لا يحب الأوامر، ولهذا فإن أسلوب النهي والإجبار لن يأتي بالنتائج المرجوّة، ولكن في المقابل الأسلوب التوعوي والليونة تشجعه أكثر على تطبيق القانون”، مؤكدا على الدور الفعال للإرشاد الديني في الحملات التحسيسية إلى جانب مختلف وسائل الإعلام في تحقيق الوعي الجماعي لدى الأفراد “لأننا نتوقع من المواطن أن يطبق القانون عن اقتناع وليس خوفا من العقوبات”. وأشار العميد طاطاشاك إلى أن أعوان الأمن حاليا هم في مرحلة تعريف الراجلين بقانون المرور المعدّل وتعويدهم على قطع الطريق على ممر الراجلين مثلا أكثر من تطبيق القانون في حد ذاته، “فإذا رأى عون الأمن شخصا يقطع الطريق خارج ممر الراجلين أو تحت الممرات العلوية يطلب منه الإستعانة بها، لكن في حالة رفض الراجل للإنصياع يملك عون الأمن صلاحية تحرير المخالفة”. وقال المتحدث إن أعوان الأمن يتجنبون حاليا تحرير المخالفات على مجموعة من الراجلين المخالفين للقانون لصعوبة المهمة من جهة، وعدم وعي كافة المواطنين به من جهة أخرى، مضيفا أن تطبيق القانون في مرحلته الحالية يكون نسبيا على الراجلين فرادى. وكشف العميد طاطاشاك أن تطبيق قانون المرور على الراجلين يتطلب وقتا وجهدا أكبر من المتعلّق بالسّائقين، مضيفا أنه إذا كان سائق المركبة يستوعب القوانين الجديدة في 10 أيام فإن الراجلين يستوعبون قانونهم في 6 أشهر على الأقل، مرجعا السّبب إلى مبدأ “الأقلية تتبع الأغلبية السائدة في المجتمع، حتى وإن كانت فئة قليلة تطبق القانون فإنها ستتأثر بالأغلبية التي لا تطبقه، وبالتالي إذا استطعنا إقناع هذه الأغلبية يمكن القول أن قانون المرور سينجح”.
القانون كان معمولا به قبل 2001 قال المتحدث إن قانون المرور، الذي دخل حيز التنفيذ في الفاتح فيفري الماضي في شقه المتعلق بمخالفات الراجلين، ليس جديدا، وكان يطبق في الجزائر من 1987 إلى غاية2001، وهذا بموجب القانون 87/09 وكانت آنذاك قيمة المخالفة 20 دج، وفي 2001 تم إصدار قانون جديد 01/14 ألغى قانون 1987، ليأتي القانون 09/07 المعدل والمتمم لقانون 2001 المصادق عليه في 2009 ودخل حيز التنفيذ في الفاتح فيفري 2010. كيف يطبق قانون المرور المعدل على الراجلين، ومن هم المعنيّون؟ وتنظم المواد من 268 إلى 276 من المرسوم التنفيذي 04-381 مفهوم الراجلين والأحكام الخاصة بهم والأماكن المسموحة بسيرهم فيها، فيما يتضمن المرسوم 09-03 مخالفات الراجلين والعقوبات المترتبة عليهم. ويُعتبر مخالفا لقانون المرور الراجلون الذين لا يستعملون ممرات الراجلين والممرات العلوية أوالسفلية، وعدم احترام عون الأمن المنظم للمرور، أوالإشارات الضوئية الخاصة بالمارّة، إضافة إلى عبور الطريق بصورة محورية وليست عمودية، أو قطع الطريق من الجهة الأمامية للحافلات. وفيما يخص تطبيق قانون القانون، يقول العميد طاطاشاك إن عون الأمن لديه كل الصلاحيات لتحرير المخالفات إضافة إلى السلطة التقديرية، ويتم تحرير مخالفة لمن لا يقطعون الطريق في ممرات الراجلين شرط أن لا تبعد أزيد من 30 مترا عن مكان وقوف الراجل، وفي حال بعد المسافة أزيد من 30 مترا فلا تتم محاسبة الراجل، وهو نفس الشيء بالنسبة للأماكن التي لا يوجد فيها ممرات على شرط توخي الحذر عند قطع الطريق. وأضاف المتحدث أن عون الأمن يطلب من المخالف معلومات شخصية بطريقة شفهية، وفي حال شكّه في صحة المعلومات المقدمة يطلب منه أوراقه الثبوتية، وإذا رفض المخالف الانصياع أوتبين أنه كان يقوم بتمويه عون الأمن يتم اقتياده إلى محافظة الشرطة المختصة إقليميا. وبعد تسليم المخالفة التي تتضمن غرامة فدرها 2000 دج للراجل يشرح له عون الأمن مدة وكيفيّة تسديدها، حيث تحدد مدة التسديد في مرحلة أولى ب10 أيام، وفي حال انتهاء المدة يطالب المخالف بدفع 2500 دج في مدة لا تتجاوز ال60 يوما، وهذا من باب عدم التضييق على المواطن. ويشير العميد طاطاشاك إلى أن التسديد يتم في أي مركز بريد مثله مثل السائقين المخالفين، ويقوم بعدها المعني بالتقدم إلى محافظة الشرطة التابعة للإقليم الذي ارتكب فيه المخالفة لتسليمهم وصل التسديد. ويضيف المتحدّث أنه إذا لم يتم التّسديد في الآجال المحدّدة يتم تحرير محضر بالمعلومات الموجودة لدى مصالح الشرطة ترفع إلى وكيل الجمهورية، وتتم مطالبة المخالف بالتسديد باستدعاء من المحكمة “وفي كل الأحول كل من يخالف قانون المرور سيسدد قيمة المخالفة سواء راغبا أو مجبرا”.
الراجلون وراء 11 بالمائة من حوادث المرور من جهة أخرى، قال مدير مكتب الوقاية من حوادث المرور إن الراجلين يتسببون بما معدله 11 بالمائة من حوادث المرور الجسمانية التي يتسبب فيها العامل البشري (السائق، الراكب، الراجل) سنويا، مشيرا إلى أن حوادث المرور الجسمانية التي تقع بالقرب من الممرات الخاصة بالراجلين فإن المسؤولية تقع مناصفة على سائق السيارة والراجل، وخلال تحرير محضر بالواقعة فإن أعوان الأمن يدققون في أسباب الحادث. كما أن سائق السيارة مطالب بتخفيض السرعة عند اقترابه من الممرات حتى مع عدم وجود شخص بصدد قطع الطريق. وأضاف العميد أن احترام الراجلين لقانون المرور سيخفض 70 بالمائة من حوادث المرور الجسمانية المتعلقة بهذه الفئة. دنيا ناصر الدين
“الفجر” تستطلع رأي الشارع في قانون المرور الجديد مواطن ساخط وآخر راض.. والغالبية تجهل الإجراءات والعقوبات
أبدى المواطنون استياءهم من الإجراءات التي جاء بها قانون المرور الجديد، خاصة ما يتعلق بالغرامات المالية الباهظة. وخلال قيام “الفجر” باستطلاع رأي الشارع الجزائري حول هذا الموضوع، تباينت آراء المواطنين بين مؤيد ومعارض. زيادة على ذلك اكتشفنا عدم اطلاع الأغلبية على المستحدث من الإجراءات، ومع ذلك توجد فئة تفاءلت بإيجابية النتائج التي سيحققها في المستقبل وتضاؤل ضحايا حوادث المرور. كانت البداية مع الآنسة غنية، 35 سنة، التي قالت: “بالنسبة لي أنا أحترم ممر الراجلين قبل أن أسمع بالإجراءات الجديدة وإن أخطأت فأتحمل المسؤولية”. وترى المتحدثة أن الإجراءات القانونية كلما زادت تعقيدا كلما زاد عدد المخالفات، تضيف، لكن مع مرور الوقت أرى أن المواطنين سيتأقلمون مع القانون الجديد وتظهر نتائج إيجابية. السيدة آمال،47 سنة، تقول إن عدد مرات استعمالها للجسر أو ممر الراجلين يعد على أصابع اليد.. “ليس المشكل في الكبار، نحن على وعي، ولكن طرحت مشكل الأطفال الصغار لابد من تنمية الثقافة المرورية لديهم، ثم الانتقال إلى الوسائل الردعية. كما يجب التعريف بالقانون أولا ثم البدء في تطبيقه بصرامة”. من جهتها الآنسة جليلة، 28 سنة، تقول إنها عاملة وتستعمل الطريق بشكل يومي، تقول ليس لديها الوقت لاستعمال الجسر، “أما ممر الراجلين فأستعمله دائما لأني أخاف السيارات وليس خوفا من تطبيق قانون المرور علي”، تضيف “لكن هذا لا يعني أني لا أتحمل مسؤولية مخالفة القانون”. وأشارت المتحدثة إلى مشكل الطريق السريع، حيث لا توجد جسور، فيضطر المواطن لتعريض حياته للخطر بشكل يومي، مطالبة بإعادة النظر في هذه النقطة . نوال قالت: قبل الحديث عن الإجراءات القانونية الجديدة لابد من الإشارة إلى أن حوادث المرور ليس سببها عدم احترام الراجلين للممر الراجلين أو العبور على الجسر، ولكن هناك أسباب أخطر من ذلك منها اهتراء الأرصفة أو عدم وجودها أصلا في الكثير من المناطق. وأضافت زميلتها زينب أن عدم وجود ممهلات أمام المدارس يشكل خطرا على التلاميذ. بالنسبة لممر الراجلين تقول إن عددها قليل والموجود غير واضح لابد من تجديد الدهان من حين لآخر، مشيرة إلى أن إذا كان الراجل لا يحترم ممر الراجلين فإن السائق أيضا لا يحترمه، زيادة على ذلك إشارات المرور قليلة، خاصة تلك التي تشير إلى وجود راجلين صغار السن. من جهته، إبراهيم قال إن القانون الجديد صارم، وعلى الشرطي أن يحسن استخدامه حيث يقوم بالواجب في حدود منطقية، خاصة أن هذه الإجراءات جديدة وتحتاج إلى وقت حتى يتعود عليها المواطن، خاصة وأنه منذ سنين وهو يعيش بلا قيود قانونية. في حين أن صلاح الدين قال إن سبب حوادث المرور لا ينحصر فقط في مخالفة المواطن لقانون المرور بعدم احترامه لممر الراجلين أو عدم عبوره على الجسر، حيث لا يُلام المواطن إن كان مكان وضع الجسر في حد ذاته لا يشجع الراجلين على استعماله.. وضرب مثالا بجسر الخروبة وجسر دريد حسين، وعين النعجة، حيث أنهم لا يستخدمونه رغم خطورة الطريق، أما جسر بلكور فيستعمل بكثرة نظرا لموقعه المناسب. وأضاف.. قانون المرور ليس فقط إجراءات ولكن لابد من التفكير في أشياء أخرى مثل إشارات المرور المنعدمة والطرق المهترئة، وكذلك الممهلات التي أنشئت بطرق عشوائية. كريمة هادف
ما يجب أن يعرفه الراجلون لتفادي المخالفات
يحدد المرسوم 04-381 المؤرخ في 15 شوال 1425 ه الموافق ل 28 نوفمبر 2004، مفهوم الراجلين، وكيفية تنظيم حركتهم عبر الطرقات. وأي مخالفة لإحدى المواد تترتب عليها عقوبات على الراجلين. الأحكام الخاصة بالراجلين وبسائقي الحيوانات غير المربوطة المادة 268: عندما يكون وسط الطريق محفوفا بمواقع مخصصة للراجلين أو يستعلمها الراجلون عادة، مثل الرصيف والحافات، يجب على الراجلين استعمالها والإبتعاد عن وسط الطريق. يعد بمثابة راجلين: 1 الأشخاص الذين يسوقون مركبة الأطفال أوالمرضى أو ذوي العاهات أوأية مركبة أخرى ذات حجم صغير وبدون محرك. 2 الأشخاص الذين يسوقون باليد دراجات أو دراجات نارية ذات محرك. 3 ذوي العاهات الذين يتنقلون بسرعة السير على الأقدام في مركبة تسير بعجلات. المادة 269: استثناء لأحكام المادة السابقة، يمكن للراجلين أن يسلكوا أجزاء أخرى من وسط الطريق، مع اتخاذ الإحتياطات اللازمة عندما يستحيل عليهم استعمال المواقع المخصصة لهم أو عند انعدامها تماما. يمكن الراجلين الذين ينقلون أشياء معرقلة أن يسلكوا أيضا وسط الطريق إذا كان مرورهم على الرصيف أو الحافة يتسبب في عرقلة سير الراجلين الآخرين عرقلة كبيرة. يمكن ذوي العاهات الذين يتنقلون بواسطة مركبة بعجلات أن يسيروا في كل الحالات في وسط الطريق. المادة 270: عندما يسير الراجلون على الأرصفة، يجب عليهم السير على الرصيف الموجود على يمينهم اتجاه سيرهم. يجب على الراجلين عندما يعبرون وسط الطريق على الممر المخصص لهم، اتخاذ الجهة اليمنى من الممر في اتجاه سيرهم لتفادي الزحمة وعدم إعاقة ممر الراجلين المقابل من الإتجاه المعاكس. يجب على الراجلين الذين يرغبون في العبور وسط الطريق عندما ينزلون من مركبة النقل العمومي للأشخاص، أن يستديروا حولها من الوراء لتفادي عدم رؤيتهم واصطدامهم بمركبات أخرى تتجاوزها. المادة 271: يجب على الراجلين عندما يسلكون وسط الطريق أن يلزموا أحد جوانبه. يجب على ذوي العاهات الذين يتنقلون في مركبة بعجلات والأشخاص الذين يدفعون باليد دراجات عادية أو دراجات نارية أن يسيروا قرب الجانب الأيمن من الطريق في اتجاه سيرهم. المادة 272: يجب على الراجلين في التقاطعات التي لا توجد فيها ممرات للراجلين، أن يسلكوا الجزء من وسط الطريق الذي يمتد من الرصيف. المادة 273: لا يجوز للراجلين أن يقطعوا طريقا يتولى أحد الأعوان المكلفين بالمرور أو إشارة ضوئية تنظيم حركتها فيه إلا بعد صدور الإشارة التي تأذن لهم بذلك. يمنع الراجلون من قطع سكة حديدية ينظم عبورها ضوء أحمر وامض ما دام مشتعلا. المادة 274: يجب على الراجلين خارج التقاطعات، أن يقطعوا وسط الطريق بصفة عمودية بالنسبة لمحوره. المادة 275: يمنع الراجلون من السير وسط ساحة أو تقاطع، إلا إذا لم يوجد ممر مخصص لهم يمكنهم من العبور المباشر، ويجب عليهم أن يطوفوا حول الساحة أوالتقاطع مع قطع ما يلزم من وسط الطريق. المادة 276: إذا كان الطريق منقسما إلى عدة أجزاء بواسطة ملجأ أو ملاجئ أو أشرطة ترابية، يجب على الراجلين الذين يصلون إليها ألا ينطلقوا إلى الجزء التالي من وسط الطريق إلا بعد مراعاة القواعد المنصوص عليها من المواد السابقة. المادة 277: لا تطبق أحكام هذا القسم على فرق الجيش والأمن الوطني في تشكيلات سير، والتجمعات المنظمة للراجلين السائرين في صف. ويجب على هذه الفرق والتجمعات أن يلزموا أقصى يمين وسط الطريق على نحو يترك على اليسار أكبر عرض ممكن في وسط الطريق ومجالا كافيا يسمح في جميع الحالات بمرور مركبة، ويجب عليهم أيضا إذا كانت تواجد عدة قوافل أن يتركوا بينهما فراغا كافيا يسمح بتلاقي المركبات. المادة 278: يجب على السائقين أن يفسحوا مجال المرور للراجلين القاطعين الطري وفقا للشروط المنصوص عليها في المواد من 38 إلى 40 من القانون رقم 01 14 المؤرخ في 19 غشت سنة 2001 والمذكور أعلاه. ويجب عليهم أن يتخذوا كل الإحتياطات لهذا الغرض، وكذلك الأمر بالنسبة للمركبات الآتية من طريق آخر وتدور لتنطلق في الطريق الذي يوجد فيه ممر الراجلين. ويجب عليهم عند تجاوز مركبة النقل الجماعي، وهي متوقفة لصعود المسافرين ونزولهم، الحذر من القيام بذلك أوالتأكد من عدم استعداد أحد الراجلين للعبور واستدراته حول المذكورة من جهة الأمام.