لم تعد الفتيات والسيدات بوجه عام تتخوف من امتطاء السيارة مع كلوندستان باعتباره شخصا غريبا أو أجنبيا لا يوثق فيه، كون أن أغلبية الناس يلجؤون إلى معارفهم الأقرب إلى الثقة بهم من أجل إيصالهم إلى مشاويرهم المستعجلة، ولن يشك واحدا منا أن مجال التخوفات اتسع ليشمل حتى سائقي سيارات الأجرة النظاميين، ولا نعمم كون أن هناك ممن احترفوا تلك المهنة وكانوا مثالا في التربية وحسن الأخلاق، وحتى ولو كانت لهم نية الدردشة مع زبائنهم فلا تخرج عن أطرها المعقولة والتطرق إلى نقاشات عامة لكن أن تنحاز عن ذلك فذلك ما لا تتقبله أعراف مجتمعنا· لكن ولسوء الحظ ذلك ما هو متفش بين بعض السائقين سامحهم الله وتتجرع مراراته الزبونات خاصة، فلا يتوانى بعضهم إذا انفردوا بزبونة على معاكستها بالكلام ولحسن الحظ المعيار ليس واحدا بين كل السائقين كما ذكرناه سابقا· فصارت بعض الفتيات تتخوفن حتى من الركوب مع سائقي الأجرة كون أن تصرفات بعضهم لا تمت للأخلاق بصلة وسهلت عليهم مهنهم الاختلاط بالناس واتخذوها كمطية من أجل التحرش بالنسوة من مختلف الأعمار خاصة الفتيات وهن أول المستهدفات· تقربن من بعض الفتيات للوقوف على تجاربهن مع أصحاب سيارات الأجرة فقلن الكثير، منهن الآنسة فراح ذات ال20 سنة قالت إنها في كم من مرة صادفت سلوكات غريبة من بعضهم إلا من رحم ربي، وأضافت أنها في مرة امتطت سيارة أجرة لنقلها إلى ساحة الشهداء وكانت بمفردها وعمدت على الركوب من الوراء لتفادي أي محاولة للتحرش لكنها لم تسلم وراح ذلك السائق يعدد محاسنها وتجرأ في الأخير على طلب رقم هاتفها وما كان على محدثتنا إلا أن تتفاعل معه وتأخذه على قدر عقله خوفا من استبدال المشوار، وما إن توقف بساحة الشهداء حتى أطلقت عليه وابلا من السب والشتم خاصة وأنه رجلا قارب العقد الخامس· هو الموقف ذاته الذي صادفته سيدة في الأربعين وعلى الرغم من أنها سيدة متزوجة إلا أنها لم تسلم من معاكسة ذلك الشيخ الذي غزا الشيب شعره على الرغم من أنها كانت ترافق ابنها الصغير معها وراح يرسل لها نظرات عبر زجاج السيارة وتلتها ابتسامات إلا أنها لم تأبه به ولم تصدق عندما أوصلها إلى مشوارها خاصة وأن الرعب تملّكها بفعل التصرفات التي كانت تصدر من السائق· نسوة آخرون رأوا أن هناك من سائقي الأجرة من تطبعهم أخلاق حميدة وهم يتعاملون مع الزبائن بلباقة واحترام ويوصلونهم إلى مشاويرهم بكل راحة واطمئنان على خلاف هؤلاء الذين استعملوا مهنتهم كسبيل للتعدي على حرمة العائلات والمساس بشرف بناتها بدليل التصرفات الصادرة منهم، بحيث لم تعد الفتيات يأتمن لا على سلامتهن ولا شرفهن باستعمال تلك السيارات بحكم الظروف التي يفرضها عملهن أو دراستهن وكان على هؤلاء التحلي بروح المسؤولية وعدم المساس بسمعة الحرفة النبيلة التي يمارسونها والقضاء على هدفها في تسهيل تنقلات الناس·