دعت وزارة التربية والتعليم في إطار جهودها لحل مشكل تأخر سير الدروس الذي شهده عدد كبير من المؤسسات التعليمية عقب الاضطرابات الجوية وموجة التقلبات التي عاشتها بعض ولايات الوطن مطلع الشهر الجاري إلى تكثيف الحصص الدراسية عند جميع المستويات التعليمية من أجل استدراك الدروس الضائعة· واجتمعت الوزارة بكافة مديريات التعليم على مستوى 16 ولاية المعنية بموجة التقلبات الجوية، وأوصتهم بالحرص على نقل تعليمتها إلى كافة مديري المؤسسات التعليمية المعنية بموضوع تأخر السير العادي للدروس، والتي تنص على استغلال كافة ساعات الراحة من أجل تدارك الدروس المتأخرة بما في ذلك أمسيات الثلاثاء التي تعتبر عطلة منتصف الأسبوع التي يستفيد منها كافة تلاميذ وعمال قطاع التربية والتعليم من أجل أخذ قسط من الراحة بعد مجهود دراسة 7 إلى 8 ساعات يوميا، وكذا أيام السبت التي تعتبر عطلة نهاية الأسبوع ليكتفي التلاميذ بيوم الجمعة فقط بديلا عن العطل الأخرى، كما أوصت الوزارة أيضا باستغلال الأسبوع الأول من العطلة الربيعية لمتابعة الدروس بصفة عادية قصد تدارك التأخير الذي عرفته حوالي 2037 مؤسسة في الأطوار التعليمية الثلاثة أجبرت على غلق أبوابها بعد عجز التلاميذ والعمال على الالتحاق بها نتيجة انقطاع الطرقات بسبب موجة الثلوج التي ميزت عددا من مناطق الوطن· وفي اتصال لنا مع مسعود بوديبة الأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (كنابست) أكد لنا أن الوزارة قد أوصت جميع مديرياتها بالإشراف على كافة مدراء المؤسسات التعليمية المعنية بموضوع تأخر الدروس، من أجل وضع خطة عمل بالاشتراك مع الأساتذة قصد استدراك الدروس الضائعة، وقد اشترطت الوزارة أن تكون عملية الاستدراك وفقا لإمكانيات التلاميذ مع تجنب الحشو والسرعة من أجل إتمام البرنامج الدراسي، ويضيف محدثنا أن الوزارة لم تلزم مدراء المدارس بتطبيق هذه التعليمة بل قدمتها على شكل اقتراح لكل مديري المؤسسات التعليمية في كافة الأطوار وفتحت المجال لمديري المؤسسات من أجل تقييم وضع المؤسسة وتقدير إمكانية كل أستاذ في الالتزام بهذا الاقتراح· أما فيما يتعلق بتقليص الدروس المقررة التي ستشملها أسئلة الامتحانات فقد أكد بوديبة أن الوقت لم يحن بعد للحديث عن هذا الموضوع لأن الهدف الآن هو كيفية جعل التلميذ يتدارك جميع الدروس الضائعة، ويتلقى أكبر عدد من الدروس المقررة في البرنامج الدراسي دون أن نتعدى حدود إمكانياته، وأكد أن وزارة التعليم تطمئن جميع التلاميذ أن أسئلة الاختبارات لن تخرج عن مواضيع الدروس المقدمة خلال الفصل، وهي تتابع الأمر من خلال مختلف مديرياتها التي تشرف على عمل كل مدراء المؤسسات التعليمية· أما عن التلاميذ المرشحين للشهادات هذه السنة فقد طمأن بوديبة جميع تلاميذ الشهادات الثلاث بأن الوزارة ستجري إحصاء يشمل كافة مؤسسات الوطن بما فيها تلك التي تعاني من تأخر في سير الدروس للتأكد من حجم الدروس المقدمة خلال السنة، وسيؤخذ هذا الإحصاء بعين الاعتبار خلال تحديد عتبة الدروس بالنسبة لتلاميذ شهادة البكالوريا ويتوقع أن يشمل تحديد الدروس تلاميذ شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط في حال استمر التأخر· وأشار بوديبة إلى أن الوزارة أعطت الحرية لمدراء المؤسسات التعليمية لتحديد تواريخ الامتحانات بما يناسب وضعية كل مؤسسة وذلك تحت إشراف مديريات التربية، أما تواريخ امتحانات الشهادات فقد أكد محدثنا أنها لن تتغير حسب قرار سابق لوزارة التربية والتعليم· ويبقى التلميذ في حيرة حول مستقبله في ظل سكوت وزارة التربية والتعليم وعدم صرامتها في تطبيق قرارات جدية حيال هذا الوضع، خاصة وأن موضوع تأخر الدروس لا يزال ممتدا مع عجز بعض المؤسسات على استئناف الدروس إلى اليوم·