تعيش ولاية الجلفة أزمة دواء خانقة بعد أن انطلق عدد من مرضى في رحلة البحث عن الدواء واللقاحات في المؤسسات الاستشفائية بالولاية، والتي تشهد نقصا في الأدوية وانعداما في الخدمات وسوء في تسيير بعض القطاعات الصحّية بالرغم من الهياكل العظيمة والتجهيزات الحديثة التي تزخر بها الولاية من خلال تدعيم القطاع بالمرافق والمنشآت من عيادات متعدّدة الخدمات ومستشفيات وقاعات للعلاج وغيرها من المرافق الحيوية· يعاني قاصدو مستشفيات الجلفة من البيروقراطية، حيث اصطدموا بالنّقص الفادح الذي تعرفه بعض أنواع الأدوية الحسّاسة على مستوى الصيدليات، الأمر الذي أرّقهم كثيرا وجعلهم يدورون في حلقة مفرغة، خاصّة وأن النّقص الفادح في بعض أنواع الأدوية من شأنه أن يزيد من معاناتهم النّفسية والصحّية وهذا بالرغم من تخصيص الدولة لملايير الدينارات لتوفير الدواء واللّقاح المجّاني، الأمر الذي أدخل الشكوك في نفوس المرضى أو قاصدي المستشفى، ما يطرح علامات استفهام وتساؤلات حول سبب نقصه أو انعدامه، كما يعاني القطاع من غياب في التأطير الطبّي وشبه الطبّي والأخصّائيين· وقد أبدى بعض المرضى سخطهم الكبير جرّاء نقص دواء هامّ وحيوي من شأنه أن يهدّد حياة الكثير من المصابين في حال إذا ما استمرّت أزمة الندرة على ما هي عليه. وفي هذا الإطار تبقى الصحّة في مؤسساتنا مريضة وتحتاج إلى علاج أمام هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه مستشفياتنا في غياب الضمير والمراقبة، أين تتواصل معها معاناة قاصدي مستشفياتنا ومأساة أولياء المواليد الجدد عبر كافّة المؤسسات الاستشفائية في رحلة البحث عن الأدوية وخاصّة اللّقاحات الموجّهة للرضّع كالأمصال المضادّة للأمراض المختلفة كالسعال الديكي، البوحمرون، أمراض الشلل وغيرها من الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان وخاصّة الأطفال، وذلك بسبب انعدامها أو قلّة الكمّيات المتوفّرة مقابل الاحتياجات الكبيرة والطلبات عليها، الأمر الذي أدخل الأولياء خاصّة الأمّهات في دوّامة من الحيرة والقلق في غياب أدنى تكفّل أو توجيه أو إرشاد من قِبل المصالح المختصّة التي اكتفت بدور المتفرّج، والتي بقيت كجسد بدون روح·