لم يعد نجوم السينما يكتفون بأدوارهم كممثلين، بل أصبح كل منهم منتجاً منفذاً للفيلم الذي يؤدي بطولته، وهي ظاهرة برزت بقوة تحديداً في الأفلام التي عرضت أخيراً· وتردد في كواليس أفلام موسم نصف العام في مصر أن الممثلين باتوا يتدخلون في تحديد موازنة الفيلم والإشراف على أجور الممثلين· وفيما يكتفي البعض بممارسة مهامه كممثل يضيف البعض الآخر إليها مهمة الإخراج من تدخل وحذف مشاهد... وهي عادة قديمة مارسها نجوم كثر· منتج في السرّ في الفترة الأخيرة، اضطلع النجوم بمهمة المنتج المنفذ باعتبار أنها ستضيف إليهم وإلى تاريخهم الفني، والغريب أن كثراً يمارسون هذه المهمة سراً في الأفلام التي يشاركون في بطولتها، ويصرّحون في العلن بعكس ذلك، أي ينفون تدخلهم في أمور خارجة عن إطار أدوارهم كممثلين، لا سيما بعد انتقادات وجهت إليهم بأنهم (يشتغلون بفلوسهم)· بشرى مثلاً، نفت أن تكون مارست مهام المنتج المنفذ في فيلم (جدو حبيبي)، فيما تؤكد الشواهد عكس ذلك بحسب تصريحات أبطال الفيلم من بينهم محمود ياسين الذي فوجئ بنفيها هذا مع أنها تعاملت، طوال أيام التصوير، بمنطق المنتج المنفذ· تامر حسني في فيلمه الأخير (عمر وسلمى 3)، كان تامر حسني يشرف على كل صغيرة وكبيرة، سواء على المستوى الفني أو التجاري، ما دفع البعض إلى التأكيد على أنه يشارك في إنتاج الفيلم، وإلا لماذا يتولى بنفسه تلك المهام للمرة الأولى، مع أنه سبق أن أدى بطولة أكثر من فيلم من إنتاج السبكي؟ اختار تامر أماكن التصوير والممثلين الأفضل سعراً واضطلع بمهام لا علاقة لها بالممثل ولا حتى بالمخرج، بل تُعدّ من صميم مهام المنتج المنفذ الذي كان تامر يؤدي دوره طوال فترة التصوير، إلا أنه أشار في أكثر من مناسبة إلى أنه يفضل التعامل باعتباره ممثلاً لا يحق له التدخل في أي من هذه التفاصيل، وأن ما يتردد في كواليس الفيلم ليس صحيحاً ويدخل في إطار الإشاعات التي يروجها عنه البعض بهدف تحطيمه· غادة وإلهام طوال فترة تصوير فيلمها الأخير، مارست غادة عبد الرازق مهام المنتج المنفذ فكانت تتحكم بالحملة الدعائية وتحدد الأماكن التي ستعرض فيها الملصقات، بل اتفقت مع الشركة المنتجة على تحديد موعد عرض الفيلم، وكان لها رأي في تأجيل عرضه لظروف البلد الاقتصادية، وتحديد موعد جديد... إلا أنها نفت ذلك بشدة، مؤكدة أنها ممثلة ويكون تدخلها في صالح العمل وليس بغرض السيطرة· أما إلهام شاهين، التي كانت لها تجربة إنتاج كاملة، فتقول إن المشكلة الحقيقية أن فنانين كثراً يتعاملون مع مهنة الإنتاج باعتبارها جريمة يرتكبها الممثل فيفضل إخفاءها عن الجميع· تضيف: (لا تعني ممارسة مهام الإنتاج أن الممثل يعمل بماله كما يردد البعض، كل ما في الأمر أن هذا الممثل يرغب في تقديم منتج فني على طريقته الخاصة كما فعلت أنا عندما قررت تقديم فيلم (خلطة فوزية) وهذا ليس عيباً، لذا استغرب أن ينكر النجوم صلتهم بالإنتاج، خصوصاً أنها مهنة محترمة· أما محمد رياض الذي خاض تجربة الإنتاج فأوضح أن مهام المنتج المنفذ والمنتج عموماً صعبة وتحتاج إلى مجهود، لذا لم يكرّر التجربة، لكنه عندما قرر خوضها أعلن على الملأ أنه المنتج· تساؤلات يبقى السؤال عن سبب إخفاء النجوم أنهم منتجون منفذون للأفلام التي يؤدون بطولتها على رغم أن بعضهم يتقاضى أجراً إلى جانب أجره كممثل مثل بشرى، فيما لا يتقاضى البعض الآخر أي أجر ويعمل بمنطق أنه النجم الذي يحقّ له التدخل في كل شيء وأي شيء، ليتلاشى تدريجاً دور المخرج الذي لم يكن يسمح لأحد بالتدخّل في عمله، فهل يتطور الأمر في الفترة المقبلة ويصل بهم إلى أن يمارسوا التصوير والإضاءة والمونتاج؟