أقدم شابّ يبلغ من العمر 33 سنة، ادّعى أنه المهدي المنتظر وجاء لتحرير القدس وتخليصها من اليهود، على قتل صديقه وابن حيّه بوادي أوشايح، في العاصمة، حيث وجّه له طعنة على مستوى صدره كانت كافية لوضع حدّ لحياته بعدما سمعه يتحدّث مع شخص عنه قائلا له: (سأجعله يمشي على كرسيّ متحرّك) فظنّ أنه يقصده بالكلام فطعنه بالسكّين الذي كان بحوزته وهو ينعته باليهودي، فيما وجّهت لشريكه (و· لطفي) وهو إرهابي سابق، تهمة المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، ما جعلهما مهدّدين بعقوبة الإعدام· بتاريخ الواقعة المصادف ليوم 16 جوان 2011، قضى المتّهم (م· عبد الرحمن ) يومه بالكامل رفقة صديقه الضحّية (ك· أمين) الذي لا يتعدّى سنّه 22 سنة، حيث تنقّلا معا مرّتين إلى منطقة باش جرّاح من أجل شراء بدلة رياضية وأقراص مهلوسة قام باستهلاكها بمفرده، وبعد عودتهما إلى الحي التقيا مرّة أخرى في حوالي الساعة الثامنة ليلا في السلالم المؤدّية إلى وادي أوشايح وفي تلك الأثناء التحق بهما شخص آخر يلقّب ب (الحرّاشي) أحضر بدلة رياضية عرضها على الضحّية (ك. أمين) من أجل شرائها، وخلال تبادلهما أطراف الحديث تلفّظ بعبارة (سأجعله يمشي على كرسيّ متحرّك)، ولمّا سمعه المتّهم (عبد الرحمن) ظنّ أنه يقصده بالحديث عندها أشهر سكّينه ووجّه له طعنة على مستوى الصدر وغادر المكان باتجاه منزله الكائن بالحي، فيما تمّ نقل الضحّية على جناح السرعة إلى مستشفى (بارني) من قبل شقيقه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد لحظات من وصوله إليه متأثّرا بالطعنة العميقة التي تلقّاها على مستوى الصدر. وعلى إثر ذلك تلقّت مصالح الأمن نداء من غرفة العمليات يفيد بأنه تمّ استقبال شخص مصاب بطعنة وفارق الحياة، وبمباشرة تحرّياتها في القضية تمّ التوصّل إلى الفاعل الذي ألقي عليه القبض بالقرب من مسرح الجريمة وهو حاملا سكّينا من الحجم الكبير في يده، وخلال استجوابه اعترف بالجرم الذي اقترفه، مشيرا إلى أنه قام بذلك بسبب تصرّفات الضحّية الغريبة، كما أنه كان يقوم باستغلاله في أخذ المال منه ومن أشخاص آخرين، مضيفا أنه لا يستحقّ العيش· وبناء على ذلك وجّهت للمتّهم تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، فيما توبع المدعو (و. لطفي) بالمشاركة في الجريمة على الرغم من أن المتّهم أكّد أنه لا علاقة له بالقضية ولم يكن متواجدا في مسرح الجريمة، غير أن شقيق الصحّية صرّح بأنه كان هو المقصود إلاّ أن الطعنة أصابت شقيقه، حيث كان على خلاف مع الإرهابي السابق (و·ل) بعدما حاول تجنيد الضحّية للالتحاق بالجماعات الإرهابية فقام هذا الأخير بترسيم شكوى ضده· وبمثول المتّهم أمس أمام محكمة جنايات العاصمة اعترف بالوقائع المنسوبة إليه، مؤكّدا أنه أثناء الواقعة لم يكن في وعيه وكان تحت تأثير الحبوب المهلوسة التي يتعاطاها، كما أسقط التهمة عن شريكه. وأمام هذه المعطيات، التمس ممثّل النيابة العامّة عقوبة الإعدام ضد المتّهمين، قبل أن تقرّر هيئة المحكمة إدانة المتّهم الرئيسي بالمؤبّد في حين برّأت ساحة الإرهابي السابق·