غزال، منصوري وصايفي.. لا يملكون مكانتهم في المنتخب بعد عودة رفقاء الحارس مبولحي إلى أرض الوطن من جنوب إفريقيا وخروجهم من الدور الأول في منافسة كاس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وتقديمهم لأداء لا بأس به، تقربت "السياسي" من أحد أكبر المدربين الجزائريين محمد حنكوش والمسؤول الأول عن العارضة الفنية للبيت البلوزدادي، الذي تكلم لنا عن المغامرة التي خاضها محاربي الصحراء ببلاد نيلسون مونديلا، وبخصوص تجديد العارضة الفنية للخضر. * السياسي: ما هي أهم النقائص الجديدة التي شاهدتها في "الخضر" خلال كأس العالم مقارنة بكأس إفريقيا؟ - محي الدين خالف: أهم النقائص تمكن في الفلسفة، لأن الفريق تم تدميره من الناحية المعنوية، لما قيل له إننا سنلعب في كأس إفريقيا من أجل التحضير لكأس العالم، وفي كأس العالم قيل له إننا جئنا إلى هنا لكي نتعلم والتحضير ل 2014، وهذا ما أنقص طموح اللاعبين وإرادتهم في تحقيق نتائج أفضل، لأنهم حضّروا معنويا من أجل الاكتفاء بالقليل. * هذا كلام سعدان، هل هو المتهم بالتدمير المعنوي للمنتخب كما سميته؟ - لا شك في ذلك، ولكن هناك شيء آخر، لأنه لما يقول المدرب هذا الكلام ويتفق معه الجميع ولا يعلقون، فهذا معناه أن الجميع في درك واحد، لأنه كان من المفترض أن يتدخل أي من القائمين على شؤون الكرة الجزائرية ويقولون له: توقف، ماذا تقول! لأن الفريق الحالي للجزائر كان بإمكانه أن يحقق أكثر في كأس إفريقيا وفي كأس العالم أيضا، لأنه كان من المفترض أن نجرب حظوظنا أكثر. * ما هي النقاط السلبية الأخرى؟ - الانضباط، ما أصبح يحدث في كل مباراة من مباريات الفريق الوطني في المدة الأخيرة أمر غير عادي تماما. هل معقول أن تكون لنا 3 بطاقات حمراء أمام مصر، وبطاقة حمراء أمام سلوفينيا، وأخرى أمام الولاياتالمتحدة، دون نسيان الاحتجاجات المتكررة على الخيارات التكتيكية أو لا يتحدثون مع المدرب، وأثناء التغييرات، وهذا يدل على أن الانضباط غير موجود في الفريق، والسبب في هذا أن القانون يطبق على لموشية ولكن لا يطبق على اللاعبين القادمين من وراء البحر. * بما أنك صريح وتعطي الأسماء، ما هي الأسماء التي تراها في رأيك لعبت كأس العالم وهي لا تستحق ذلك؟ - غزال، منصوري، صايفي، جبور وزياني، هذا الخماسي لم يكن يستحق التواجد في كأس العالم، الرباعي الأول مستواه لا يسمح له بتقديم أي شيء للمنتخب لو لعب لساعات متتالية وليس أياما، أما زياني ففي مواجهات كأس العالم لعب لنفسه وليس للمنتخب وكان أداؤه سلبيا جدا على المنتخب ميدانيا، وكان الاسم والقميص فقط حاضرين فوق الميدان وليس اللاعب، وهناك ربما أسماء أخرى في الجدد لا تستحق المنتخب، ولكن عدم الاعتماد عليها لم يسمح لنا بمعرفة مستواها الحقيقي مثل بلعيد ومجاني. * على ذكر الجدد، كيف تقيم مردودهم؟ - لحسن قدّم أداءً رائعاً من الناحية الدفاعية، ولكن لم يقدم الأداء الهجومي المنتظر منه وهذا ربما يعود للخطة التكتيكية، والحال نفسه مع قدير الذي أدى دوره الدفاعي في الرواق، ولكن في الوقت نفسه لم يقم بأي عمل هجومي، ولم تكن له فتحة عرضية واحدة في 3 مباريات متتالية. ولكن على العموم الأداء الدفاعي للمنتخب كان رائعا، عكس الهجوم أين أرى أن مطمور وكلت له مهام ليست من اختصاصه، ورغم أنه لاعب ممتاز إلا أننا لم نستغله استغلالا جيدا وتم توظيفه توظيفا خاطئا. * لو كان حنكوش هو مدرب الجزائر في جنوب إفريقيا، كم من نقطة تراها من حق الجزائر في المجموعة التصفوية؟ - الجزائر كانت في مجموعة تصفوية تعتبر أقل مستوى من بقية المجموعات، بدليل أن المنتخب الأمريكي متصدر المجموعة أقصي في ثمن النهائي، وإنجلترا التي تأهلت من مجموعاتنا أقصيت هي كذلك من طرف الفريق الألماني برباعية كاملة، وأنا كمدرب ألعب دوما للفوز ولو كنت أنا مع المنتخب وتم إبعاد 5 أسماء التي ذكرت وتم جلب 5 أسماء أخرى بدلا منها، فأنا متأكد أن النتائج ستكون أفضل والتأهل إلى الدور الثاني مضمون. * من هم اللاعبون الخمسة الذين تراهم أصلح بدلا من الخماسي الذي تراه مفلسا؟ - زياية، مترف، حاج عيسى، دراڤ، ولموشية، هذا الخماسي المحڤور، كان تواجده في الفريق الوطني يعطي إضافة، لأننا لعبنا دون قلب هجوم وهو الدور الذي كان سينجح فيه زياية ودراڤ، كما لعبنا دون صانع لعب وهو الدور الذي بإمكان حاج عيسى القيام به، كما لعبنا دون وسط ميدان هجومي وهو الدور الذي يؤديه مترف أفضل من كل الموجودين، وحتى لموشية يعرف الجميع قيمته في وسط الميدان الدفاعي. ولكن أريد أن أضيف شيئا آخر. * تفضل! - تعجبت كثيرا لدوران الكثير من الفنيين والمدربين على رابح سعدان بعد الإقصاء من كأس العالم، لأنه ليس لهم الحق في نقد سعدان وهو الذي ظلوا وراءه يساندونه منذ بداية مشواره على رأس "الخضر"، واليوم لما أقصينا "داروا عليه". * من تقصد بالضبط؟ - الكثير من اللاعبين القدامى ومن رؤساء فرق ومن...، ومن كانوا يشكرون سعدان على هامش كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وقصاصات الجرائد موجودة. أرى أنه ليس لهم الحق في التكلم بعد الإقصاء، لأن من يريد أن يتكلم عليه أن يتكلم قبل أن تقع الفأس في الرأس، وأكثر فئة ليس لها الحق في الكلام هم المدربون الذين أشرفوا على المنتخب الوطني في وقت سابق، وكانت نتائجهم هزيلة، فعليهم أن يتركوا المنتخب وشأنه، لأنهم فشلوا وكان فشلهم 10 أضعاف من فشل سعدان نفسه. * في حديثك عن العارضة الفنية، ألا ترى أن مستوى منتخبنا الوطني الحالي يتطلب مدربا كبيرا ذو كفاءة وخبرة عالية؟ - بطبيعة الحال، فمنتخبنا الحالي يملك مستوى كبير جدا، خصوصا أنه يضم لاعبين ينشطون في أكبر الأندية العالمية، وفرضوا منطقهم بقوة، وأصبحت حاليا كل الأنظار موجهة إليهم، والأندية الكبيرة تتسارع لضمهم والاستفادة من مواهبهم، فمن اللازم أن يكون المدرب الذي يشرف على الفريق الوطني كبير يتلاءم مع مستوى اللاعبين. * برأيك، هل ترى أن مستوى الفريق الوطني الحالي يتطلب الاستعانة بمدرب أجنبي قصد الإشراف على العارضة الفنية؟ - صراحة، لا يمكن أن نكذب على أنفسنا، فكما يقال "الصراحة راحة"، فريقنا الوطني الحالي بحاجة إلى مدرب أجنبي كبير ذو شهرة عالمية، وأنا أضم صوتي إلى الذين يطالبون بإسناد العارضة الفنية لمدرب أجنبي، ولكن بشرط أن لا يكون مدربا أجنبيا وفقط، فالجنسية لا تعني أي شيء، بل يجب أن يتمتع هذا المدرب الأجنبي بكفاءات ومؤهلات فنية وكروية وتدريبية عالية تسمح له بالإشراف على المنتخب الوطني لتسيير اللاعبين الحاليين، فأولا يجب أن يكون مدربا محترفا وتكون سمعته عالية ومعروف على الصعيد العالمي، وثانيا يجب أن يتوفر على خبرة كبيرة في مجال التدريب، وثالثا يجب أن يستمر ويواصل في العمل الذي تم إنجازه منذ السنتين الأخيرتين، كما يجب تعيين مدربين جزائريين مساعدان لهذا المدرب الأجنبي، والأفضل أن يكونا لاعبان دوليان سابقان، وهكذا سيكون العمل جماعي، مثلما يفعله العديد من المنتخبات الوطنية في العالم وكذا أكبر الأندية الكروية، لأن المدرب الأجنبي وبدون شك لن يقدر على قيادة "الخضر" لوحده، خصوصا مع توفر منتخبنا على لاعبين كبار بالرغم من أنهم شباب. وما أريد الإشارة إليه أنه من الضروري الاعتماد على العمل الجماعي بين كل المعنيين ابتداء من الدولة والمسؤولين على كرة القدم الجزائرية والعارضة الفنية وصولا إلى اللاعبين والجمهور، فتكاتف الجهود سيجعل حتما المنتخب الوطني الجزائري في المستقبل من أكبر المنتخبات الكروية في العالم. * هناك مدربان جزائريان مرشحان لتولي العارضة الفنية ل "الخضر"، ويتعلق الأمر بمحي الدين خالف ورابح ماجر، ما هو رأيك؟ - رابح ماجر ومحي الدين خالف شخصيتين رياضيتين كرويتين غنيتين عن كل تعبير، فإذا تعذر على الجزائر جذب مدرب أجنبي كبير فما عليها إلى الاعتماد على رابح ماجر أو محي الدين خالف، ولِمَ لا الإثنان معا، وصراحة لا نملك في الجزائر أفضل من محي الدين خالف أو رابح ماجر، فهما المدربان المحليان القادران على قيادة "الخضر"، كونهما يملكان كل مواصفات المدرب، ويتمتعان بخبرة كبيرة في مجال كرة القدم، ومعروفان على الصعيد العالمي، ويعتبران "أجندة" وذاكرة كرة القدم الجزائرية. * بماذا نختم الحديث؟ - الفريق الوطني سيذهب دوما ضحية فلسفة المدرب الذي يذهب ويعود، هذا الأمر حدث في إيطاليا لما عاد ليبي الذي توج مع بلده بكأس العالم في 2006، يومها كان يستشير كابيلو، تراباتوني، وإنشلوتي، ولكن لما عاد هذه المرة وحيدا لتواجد الثلاثي السابق في إنجلترا، إيرلندا وتشيلزي لم يحقق شيئا، ولم يأخذ بالنصائح ولم يتخل عن جيل زامبروتا وغيرهم وكانت الكارثة في إيطاليا. الأمر نفسه حدث لفرنسا أين أثبتت المدرسة الفرنسية فشلها سواء مع منتخب فرنسا أو مع المنتخب الجزائري المتكون من لاعبين خريجي المدرسة الفرنسية. وعلينا ألا نقيّم أداء مدرب في مقابلة جميلة واحدة، لأنه في هذه الحال حتى "كفالي" الذي كانت نتائجه الرسمية مع الجزائر كارثية تمكن من لعب لقاءين كبيرين أمام الأرجنتين والبرازيل.