يعد سوق أمحمد قصاب بالبليدة من بين أهم الأسواق التي تشهد إقبالا متزايدا للمواطنين من مختلف ولايات الوطن نظرا لقرب المكان من المحطة البرية لنقل المسافرين أين يضم السوق أزيد من 200 محلا تجاريا لبيع مختلف الألبسة ومواد التجميل والمواد الغذائية، الجزارة وهؤلاء التجار يمارسون تجارتهم بسجل تجاري ويخضعون للرقابة من طرف المصالح المختصة، أما حوالي 300 تاجر آخر فهم عبارة عن تجار فوضويون يضعون طاولاتهم في وسط الطرقات مسببين الاكتظاظ والتزاحم اليومي عارضين سلعهم تحت أشعة الشمس دون أن يراعوا شروط الحفظ والنظافة· في جولة استطلاعية حاولنا الولوج للسوق ورصد آراء بعض الباعة والمتسوقين هؤلاء الذين عبروا عن استيائهم من غلاء أسعار المواد الغذائية واللحوم عند الباعة النظاميين ما جعلهم يقصدون الباعة الفوضويين لاقتناء مستلزماتهم بالرغم من عدم تقيدهم بشروط النظافة، أول ما تلاحظه عند دخول السوق هو ذلك التدفق البشري، حيث يبقى سوق قصاب طوال أيام السنة يشهد اكتظاظا وازدحاما كبيرين جراء توافد آلاف الزبائن من مختلف مناطق البليدة وضواحيها والولايات المجاورة أين أصبح السوق قبلة لمحدودي متوسطي الدخل وأصبح بذلك ينافس المراكز التجارية المنتشرة عبر إقليم الولاية· ..... إقبال منقطع النظير على أصحاب الطاولات يشهد السوق إقبالا كبيرا على أصحاب الطاولات الذين يعرضون سلعهم تحت أشعة الشمس ضاربين عرض الحائط صحة وسلامة المستهلك وبالرغم من ذلك تجد المواطنين يتهافتون على سلعهم مبررين ذلك بانخفاض الأسعار وبالرغم من نشاط مصالح مديرية التجارة للحد من التجارة الموازية بهذا السوق تحديدا، إلا أن التجار الفوضويين غزوا سوق قصاب الذي أصبح مسرحا للفضلات والفوضى العارمة وذلك بسبب المخلفات اليومية التي يتركونها وراءهم أين تحول المكان إلى شبه مفرغة عمومية ويعد مناخا ملائما لتنامي وانتشار الحشرات الضارة والقوارض والروائح الكريهة التي تحبس أنفاس مرتادي السوق والمحطة البرية لنقل المسافرين، فضلا عن تشويه المنظر العام بالموقع، إذ تحولت المساحات المقابلة للسوق على وجه الخصوص إلى ديكور من النفايات المتكدسة خاصة عندما يعمد البعض إلى حرقها لتزداد حدة الروائح الكريهة التي يستنشقها آلاف المتسوقين والمسافرين بالمحطة البرية ما بين الولايات، أين عبر بعض المتسوقين التي تحاورت معهم (أخبار اليوم) عن تذمرهم الشديد إزاء النفايات والقاذورات المهددة لشروط السلامة والأمن جراء الكميات الهائلة من الفضلات والقاذورات المتمثلة في بقايا للخضر والفواكه الفاسدة التي يرمي بها عدد من التجار دون وعيهم بما يشكله هذا الوضع من مشاكل صحية وأخطار بيئية خاصة وأنها باتت تستقطب الحيوانات الضالة والحشرات السامة· وفي المقابل ونتيجة الكم الهائل من الأشخاص مرتادي السوق للتسوق نجد العشرات من المنحرفين الذين يجدون الفرصة المواتية للانقضاض على ضحاياهم وسط التزاحم والفوضى التي تشهدها أزقة السوق يوميا وبالرغم من وجود دورية مراقبة عند مدخل السوق، إلا أنها لا تكفي نظرا للعدد المتزايد للأشخاص قاصدي السوق وكذا المحطة البرية المحاذية له وأيضا ملعب مصطفى تشاكر الذي لا يبعد سوى بضع أمتار عنهما أين يتحول المكان خاصة عند برمجة مقابلة لكرة القدم إلى مرتع للصوص والمنحرفين وأصحاب السوابق الذين يترصدون لضحاياهم لسرقة أموالهم وهواتفهم النقالة، هذا وبالرغم من كل هذه المشاكل التي يعيشها مرتادي السوق، إلا أنهم يحجون يوميا إليه لاقتناء حاجياتهم من هؤلاء التجار الفوضويون الذين بالرغم من تجارتهم غير القانونية يبقون يبيعون سلعا في متناول محدودي ومتوسطي الدخل·