وصل نادي هانوفر الألماني للمرّة الأولى في تاريخه إلى الدور ربع النّهائي ضمن المنافسات الأوروبية· ويتعيّن على أبناء سكسونيا السفلى في مواجهة العودة أمام أتلتيكو مدريد مواصلة مشوارهم النّاجح، ونظرا للأسماء الكبيرة التي يضمّها خطّ هجوم النّادي الإسباني العريق مثل فالكاو وأدريان لوبيز يمكن القول إن عملا كبيرا ينتظر حارس المرمى الشابّ رون روبيرت زيلر· يعتبر ابن الثالثة والعشرين عاما من أبرز عناصر كتيبة المدرّب ميركو سلومكا التي أنهت الموسم الماضي في المركز الرّابع في ترتيب دوري (البوندسليغا) محقّقة بذلك مفاجأة من العيار الثقيل. كما أن المدرّب الوطني يواكيم لوف يتابع منذ مدّة عروض زيلر الذي يعدّ مرشّحا كبيرا ليكون حارس المرمى الثالث في تشكيل المنتخب الألماني خلال بطولة أوروبا للأمم· وكان ابن مدينة كولونيا قد انتقل في سنّ السادسة عشر إلى نادي مانشستر يونايتد حامل الرّقم القياسي في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تمكّن من تعلّم الكثير على يد الحارس الهولندي العالمي إدوين فان دير سار، وهو ما مكّنه من التنافس على أعلى مستوى· - ما هي الأهداف التي يمكن لنادي هانوفر 96 تحقيقها خلال هذا الموسم في (البوندسليغا) والدوري الأوروبي؟ -- يمكن تحقيق الكثير على المستوى الدولي، وهذا ما أكّدته هذه المنافسات إلى غاية الآن، أمّا في (البوندسليغا) فنرغب من خلال المواجهات المتبقّية في أن نبلغ مرّة أخرى التأهّل إلى المنافسات الأوروبية· ويكفي المركز السابع للمشاركة مجدّدا في الدوري الأوروبي، فطموحنا كبير لكن الفريق يظهر من خلال عروضه ما يمكن تحقيقه· - وقّع هانوفر في السنوات الأخيرة على تطوّر هائل، وهو ما قمت به أنت كذلك على المستوى الشخصي، هل فاجأك ذلك؟ -- لا، لأنه جاء نتيجة عمل شاقّ ودؤوب، فكلّ تمرين يهدف إلى الفوز بالمواجهة المقبلة، إذ نعمل بجدّ كفريق وبمساندة طاقمنا التدريبي· - هل كانت عودتك من مانشستر يونايتد إلى ألمانيا القرار الأفضل فيما يخص مسيرتك الاحترافية؟ -- لا أعلم بالضبط فأنا لا أحبّذ أسماء التفضيل، كان القرار سليما قبل عام ونصف، كما أن العرض الذي قدّمه النّادي كان جذّابا وكذلك كانت الآفاق في هانوفر، كنت مقتنعا بأنها الخطوة الصحيحة وأنا سعيد جدّا في هانوفر· - ماذا استفدت من الفترة التي قضيتها مع مانشستر يونايتد؟ -- تعلّمت الكثير من أسلوب العمل الذي ينهجه هذا النّادي الكبير، بما في ذلك سياسة التدريب الكروي على أعلى طراز· ولقد كانت الفترة التي قضيتها في صفوف مانشستر يونايتد مفيدة جدّا، أستخدم يوميا ما تعلّمته في نادي مانشستر يونايتد لكنّي أرغب بشدّة في مواصلة التطوّر وأعلم أن تطوّري لم يصل بعد إلى نهايته· - فيما يخص المنتخب الوطني الألماني يشهد المركز الثاني خلف مانوير تنافسا حاميا بين كلّ من تيم فيزه وبيرند لينو ومارك أندري تير شتيغن وأنت تنافس من أجل المركز الثالث وسبق وأن وصفت نفسك بحارس المرمى رقم ثلاثة، ما سرّ هذا الاعتقاد؟ -- أنا مُركّز جدّا على أدائي في التمارين وفي المباراة، أوجّه كلّ تركيزي إلى أسلوب لعبي ومساعدة فريقي في كلّ مباراة من خلال تقديم عروض قوية· مردودي في هذا الموسم جيّد وألعب باستمرار بمستوى جيّد وهذا هو معياري الوحيد لما هو مهمّ بالنّسبة لي، وكلّ الأمور الأخرى التي تتحدّث عنها وسائل الإعلام أو موضوع المركز الثالث فهي ليست ذات أهمّية بالنّسبة لي· - تعود مباراتك الدولية الأولى لمدّة ليست بالطويلة عندما تعادلتم في نوفمبر مع أوكرانيا بثلاثة أهداف، وبالرغم من الأهداف المسجّلة حظيت بمديح كثير من المدرّب الوطني، ما هي الذّكريات التي تحتفظ بها عن بدايتك الدولية؟ -- سأظلّ أتذكّرها دائما وبكلّ سرور لأنها كانت بالطبع مباراة مميّزة من النّاحية العاطفية، والأهداف التي دخلت إلى شباكي في الشوط الأوّل لا يمكن صدّها وفي الشوط الثاني تمكّنت من إبراز مؤهلاتي، تمنّيت لو لم يدخل شباكي أيّ هدف لكنّي مقتنع بأنني قدّمت مباراة جيّدة· - تبلغ من العمر 23 سنة ومازال أمامك الجزء الأكبر من مشوارك الاحترافي، هل تحلم بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا مع أحد الأندية الأوروبية الكبيرة أم أنك تؤمن بقدرة هانوفر 96 على المشاركة في هذه المسابقة مستقبلاً؟ -- مهلا، مهلا أنا لست حالما لكنّي أهتمّ فقط بالأمور التي يمكنني تغييرها على المدى القصير، لدينا فرصة للتوقيع على موسم ناجح جدّا، سيقدّم فريقنا كلّ شيء في (البوندسليغا) وفي الدوري الأوروبي، وأنا بدوري سأبذل جهدي لكي يشارك نادي هانوفر 96 في المنافسات الدولية في الموسم المقبل أيضا· - ألمانيا هي بلد حرّاس المرمى الكبار من قبيل سيب ماير وبودو إلغنر وأندرياس كوبكه، إلى جانب أوليفر كان وينس ليمان وأنت تدرّبت مع إدوين فان دير سار، من هو مثلك الأعلى؟ -- في الحقيقة تعلّمت من فان دير سار خلال العمل اليومي الكثير من الأشياء لكنني أملك شخصيتي الخاصّة، فأنا رون روبيرن زيلر ولا أريد تقليد أحد· أودّ أن أسلك طريقي الخاص وأتعلّم من الحرّاس الأفضل وآخذ عنهم أمورا معيّنة بإمكانها مساعدتي على تحسين طريقة لعبي ومن أجل ذلك أعمل يوميا في هانوفر مع مدرّب الحرّاس يورغ سيفرس الذي يعتبر أسطورة في هانوفر منذ التتويج المفاجئ بالكأس الألمانية عام 1992، أمّا التطبيق فأقوم به بعد ذلك لوحدي فعندما أكون على أرضية الملعب أمام المرمى لا ينفعني أيّ مثل أعلى، ينبغي عليّ عندها اتّخاذ القرارات الصائبة لأكون ناجحا مع فريقي·