أعربت المجموعة الدولية عن إدانتها ورفضها الشديدين لإعلان (الحركة الوطنية لتحرير أزواد) الجمعة (استقلال) شمال مالي وأكدت حرصها على الوحدة الوطنية ووحدة وسلامة أراضي هذا البلد· ورفض الاتحاد الإفريقي ادعاء (الحركة الوطنية لتحرير أزواد) باستقلال شمال مالي بعد ساعات من صدور إعلان رسمي من طرف الحركة· وقال جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في بيان إن الاتحاد (يدين بحزم هذا الإعلان الباطل والذي لا قيمة له) و(يدعو الأسرة الدولية إلى الدعم الكامل لهذا الموقف المبدئي لإفريقيا)، مشيرا إلى حرص الاتحاد الإفريقي (الشديد) على الوحدة الوطنية ووحدة وسلامة أراضي مالي· وأضاف أن (الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء فيه لن يدخروا أي جهد للمساهمة في إعادة سلطة جمهورية مالي على مجمل الأراضي الوطنية ووقف الهجمات التي ارتكبتها مجموعات مسلحة وإرهابية في شمال البلاد)· أما المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا فأعلنت رفضها التام لإعلان المتمردين الطوارق في مالي قيام دولة (ازواد المستقلة) في شمال البلاد، مهددة باستخدام القوة للحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد· وقالت مفوضية المجموعة في بيان إنها (تذكِّر كل الجماعات المسلحة في شمال مالي بأن مالي هي (واحدة لا تتجزأ) وبأنها ستستخدم كل السبل بما فيها اللجوء إلى القوة للحفاظ على وحدة أراضي مالي)· وكانت (الحركة الوطنية لتحرير أزواد) أحد أكبر فصائل حركة تمرد الطوارق في مالي قد أعلنت في بيان نشر على موقعها الإلكتروني(استقلال أزواد) وهي منطقة شاسعة تقع شمال البلاد· من جهتها، أكدت الجزائر على لسان الوزير الأول أحمد أويحيى أنها (لن تقبل أبدا المساس بوحدة مالي الترابية) غداة إعلان عناصر مسلحة عن (استقلال) جزء من هذا البلد الذي يتقاسم حدودا مع الجزائر· وأوضح السيد أويحيى بالقول (نحن نساند حلا يمر عن طريق الحوار· والجزائر لن تقبل أبدا لن تقبل أبدا المساس بوحدة مالي الترابية)، معتبرا أن الوضع (يدعو للانشغال)· وأكد أن هذا الوضع يشكل (بؤرة توتر هامة) على الحدود الجزائرية وله أبعادٌ عديدة· (فهناك أولا مشكلة بين سكان الشمال وهم الطوارق والسلطة المركزية في المالي مرتبطة بالتخلف وضعف دولة في التكفل بصفة كاملة بمسألة ترابها)· وأضاف قائلا (نحن نؤيد حلا يمر عن طريق الحوار والجزائر لن تقبل أبدا المساس بوحدة مالي الترابية)· كما رفض الاتحاد الأوروبي أي مساس بوحدة وسلامة أراضي مالي وشدد على تأييده لوحدة وسلامة أراضي هذا البلد· وأكدت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون أن الاتحاد الأوروبي (أكد بوضوح منذ بداية الأزمة تأييده لوحدة وسلامة أراضي مالي)، مضيفة أنه (لا يمكن إيجاد أي حل قبل إعادة النظام الدستوري)· من جهتها أكدت وزارة الخارجية الفرنسية رفض بلادها لإعلان مجموعة من الطوارق استقلال شمال مالي وأكدت أنه (باطل ولاغ)· وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو (نعتبر الإعلان الأحادي الجانب (لاستقلال ازواد) باطلا ولاغيا)، مضيفا أن فرنسا (تدافع عن وحدة وسلامة أراضي مالي)· أما روسيا فجاء رد فعلها بالتأكيد على دعمها للوحدة الترابية لمالي وأمن وسلامة أراضيها وعن شجبها للدعوات الانفصالية شمال هذا البلد· وفي هذا الصدد أعرب المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى افريقيا ميخائيل مارغيلوف عن رفض بلاده (بشكل قاطع الدعوات الانفصالية في مالي وتأييدها لوحدة أراضيها وتدعو في ذات الوقت إلى ضرورة استعادة النظام الدستوري في البلاد)· وأمام الوضع المتدهور بمالي قررت بريطانيا إغلاق سفارتها في هذا البلد وسحب موظفيها الدبلوماسيين منها· وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها (نظرا للوضع غير المستقر في مالي ولغياب الوضع الدستوري قررت بريطانيا أن تسحب مؤقتا موظفيها من السفارة في باماكو وتعلق خدماتها مؤقتا بما في ذلك خدماتها القنصلية)· قالت الولاياتالمتحدة إنها لا تعترف بإعلان استقلال شمال مالي وإنما تدعم وحدة أراضي هذا البلد· من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر (لا نعترف بإعلان الحركة الوطنية من أجل تحرير أزواد الاستقلال، ونؤكد مجددا تأييدنا لوحدة أراضي مالي)، وأضاف في بيان (نحن مع الاتحاد الإفريقي وفرنسا والآخرين في بياناتهم التي ترفض إعلان الحركة الوطنية لتحرير ازواد, وندعو إلى الالتزام الثابت بالحفاظ على الوحدة الوطنية في مالي)· ويأتي إعلان/دولة أزواد/ بعد أيام من الانقلاب الذي شنه عسكريون على رئيس مالي أمادون توماني توري في ال22 من الشهر الماضي· وأعقب الانقلاب العسكري فوضى بالبلاد استغلها المتمردون الطوارق ومجموعات إسلامية ليسيطروا على ثلاث من كبرى مدن الشمال وهي (كيدال وغاو وتمبكتو)·