يبدو ملعب كرة القدم غير مختلف في كثير من الأحيان عن المساحات الخضراء التي تحيط بمصحّات الأمراض العقلية بسبب التصرّفات المجنونة التي يقدم عليها بعض اللاّعبين في لحظات ينهار فيها المنطق تماما، وإليكم سبع شخصيات من عالم مجانين كرة القدم اشتهروا بالأفعال غير المتوقّعة التي أثارت كثيرا من الجدل في السنوات الأخيرة· الإيطالي ماريو بالوتيلي فاض الكيل بالمدرّب الإيطالي روبرتو مانشيني رغم أنه المسؤول عن التعاقد مع مواطنه بالوتيلي وضمّه إلى كتيبة مانشستر سيتي بسبب التصرّفات غير المسؤولة من اللاّعب ذي الأصول الغانية· وأقرّ مانشيني مؤخّرا بحاجة بالوتيلي إلى علاج نفسي، مضيفا إلى أنه لم يعد يتحدّث مع اللاّعب حفاظا على نفسه· وبخلاف مشكلاته في إنجلترا التي كان آخرها حادث السّير المروّع الذي نجا منه بأعجوبة، ترك بالوتيلي في إيطاليا إرثا كبيرا من المشكلات، فقد سبق وأن ظهر بقميص ميلان الغريم التقليدي لفريقه السابق إنتر من خلال صورة بثها على حسابه ب (تويتر)، كما أثار ذات مرّة امتعاض مدرّب المنتخب الإيطالي تشيزاري برانديلي حين أخذ في تسلية وقته بينما كان على مقاعد البدلاء في مباراة ودّية عن طريق بعض ألعاب جهاز (الآي باد) الخاص به· ولم يتجاوز بالوتيلي بعد سنّ الرّشد، ممّا يفتح باب التساؤلات أمام المشاهد التي قد يقوم ببطولتها مستقبلا· الإنجليزي جوي بارتون هو نجم شباك في إنجلترا، فعلى مدار تنقّلاته بين الأندية المختلفة كان مصدر إثارة الجدل، ولعلّ ذلك ما دفع ستوارت بيرس المدرّب السابق لمانشستر سيتي إلى منعه من الإدلاء بتصريحات للإعلام في 2007 حين وصف بعض زملائه الجدد بالصفقات الفاشلة· وفي أواخر العام ذاته صدر حكم بسجن بارتون ستّة أشهر بعد شجار في الشارع لكم فيه خصمه 20 لكمة حتى أفقده الوعي، كما كسر أسنان مراهق، وذلك بعد أن أوقف أربعة أشهر لاعتدائه على زميله الفرنسي عثمان دابو لأسباب قيل إنها عنصرية· وتفرّغ بارتون الذي يلعب حاليا لكوينز بارك رينجرز لإرسال تغريدات فلسفية عبر (تويتر)، فكثيرا ما يفاجأ متابعوه برسائل يتحدّث فيها عن فريدريش نيتشه والرّوائي جورج أورويل وغيرهم من رجال الفكر والأدب· الإيطالي أنطونيو كاسانو أن تكون النّجم الأوّل لفريقك وتدفع النّادي إلى التخلّص منك فهذا يعني أنك تعيد سيرة كاسانو مع فريقه السابق سمبدوريا حين تفوّه بأقذع السباب في وجه رئيس النّادي ريكاردو جاروني بعدما لامه الأخير لعدم حضوره حفل تسليم جوائز· ولم يكن ذلك الموقف هو الأوّل لكاسانو، إذ سبق وأن اشتبك مع المدرّب فابيو كابيللو في كلّ من روما وريال مدريد حتى اضطرّ النّادي الإسباني إلى إيقافه قبل بيعه· السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الاعتراف بالحقّ فضيلة، وهذا ما فعله النّجم السويدي حين قال إنه لاعب صعب المراس ولا يتكيّف بسهولة مع أيّ مدرّب كان، وهو ما كان السر وراء اعتزاله دوليا ثمّ عودته لاحقا لتمثيل بلاده· وكانت الحلقة الأشهر في مسيرة إبراهيموفيتش ذلك الموسم الذي قضاه في صفوف برشلونة وتدهورت خلاله علاقته بالمدرّب بيب غوارديولا لدرجة عدم تحدّث أيّ منهما للآخر في آخر ثلاثة أشهر· وألمح إبراهيموفيتش في أكثر من مناسبة بعد انتقاله إلى ميلان إلى أنه قد لا يمدّ يده للسلام على غوارديولا الذي اتّهمه ب (تدمير) حلمه مع برشلونة· وحتى بعد عودته إلى إيطاليا اتّسم إبراهيموفيتش بالعنف في الأداء، ممّا جعله عرضة للإيقاف في مباريات هامّة ك (داربي) ميلانو ليحرم فريقه من جهوده· الهولندي مارك فان بوميل بجانب أسلوبه المعروف بالخشونة في وسط الملعب، انفرد الهولندي بالأضواء حين كان يلعب لفريق بايرن ميونخ الألماني ضد ريال مدريد في 2007، إذ احتفل بأحد الأهداف التي سجّلها بإشارة بذيئة بذراعه كاملة· وأثارت إشارة فان بوميل سخطا واسعا في إسبانيا لدرجة أن صحيفة (ماركا) عنونت غلافها بصورة اللاّعب وهي تشير إلى ذراعه قائلة: (سيبتلعون هذا في الإيّاب). وسبق لفان بوميل أيضا وأن اشتبك مع مدرّب المنتخب الهولندي السابق ماركو فان باستن حتى رفض المشاركة في بطولة يورو 2008· الإنجليزي واين روني بخلاف فضائحه الجنسية والتدخين في حمّام السباحة، فإن روني عادة ما يثير الجدل بتصرّفات غير متوقّعة لا يرى الجمهور أنها تليق بهدّاف مانشستر يونايتد· وسبق لروني وأن ذهب إلى أحد المطاعم لتناول العشاء، وحين جاءته الفاتورة فاجأ النّادل بإخراج كوبون كسبه في إحدى المسابقات ليحصل على خصم محدود من قيمة الوجبة التي تناولها، والتي لا تمثّل شيئا بالنّسبة لراتبه الخيالي· كذلك، لم يتوان روني في أكثر من مناسبة ف الدخول في نوبات سباب مع متابعيه على (تويتر) لدرجة أنه توعّد أحدهم باللّكم والرّكل حتى الموت دون أن يبرّ بقسمه إلى الآن· المصري إبراهيم سعيد يبقى المدافع المصري السابق نموذجا في كيفية إهدار فرص التألّق، فبعد أن كان لاعبا ذا مستوى واعد صار واحدا من أكثر العناصر إثارة للمشاكل في أيّ فريق يلعب له، سواء كان الأهلي أو الزّمالك أو غيرهما· فبجانب علاقاته النّسائية وتدخينه النارجيلة وزيجاته المتعدّدة، انفرد إبراهيم سعيد خلال لعبه للزمالك باللّقطة الأكثر فظاظة على مستوى الكرة المصرية في العقد الأخير حين أدّى حركة تحرّش جنسي بأحد لاعبي فريق المنصورة خلال مباراة بالدوري المحلّي·