أصبحت ظاهرة انتشار المجانين بشوارع مدننا الكبرى وساحاتها العمومية، تلفت الانتباه بشكل كبير خاصة في الآونة الأخيرة، حيث نجدهم يجوبون الشوارع بكل حرية وراحة تامة، فهم بذلك يخلقون جوا من القلق والخوف في أوساط المواطنين والمارة على المكان، نتيجة لبعض السلوكات والتصرفات المخيفة التي تصدر عن البعض منهم، والتي تصل في كثير من الأحيان إلى حد الاعتداءات الجسدية وتعريض حياة الناس إلى الخطر· وهو ما حصل فعلا في ساحة أول ماي بالجزائر العاصمة، حيث كانت هناك امرأة في مقتبل العمر، تظهر عليها عوارض الجنون والاختلال العقلي، حيث قطعت الطريق عن المارة، وذلك من خلال إمساكها بقارورة زجاجية مكسورة، والتي كانت تهدد بها كل من يمر من هناك، خاصة إذا كان المار أنثى أو طفلا صغير، مما جعل الناس في حالة ذعر وخوف شديدين، خاصة وأن هذه المختلة عقليا كانت واثقة تماما، من أنها ستضرب كل من يقترب منها أو من ذلك المكان بالقارورة الزجاجية، غير أن حالة الرعب والخوف التي سادت المكان جعلت الناس يتساءلون عن دور الجهات المختصة في هذا الأمر، حيث أجمع من كانوا في المكان أن أكثر ما يثير القلق والخوف هو الغياب التام للتكفل بهذه الفئة من قبل الجهات المعنية، مما يتطلب عليهم دق ناقوس الخطر، وذلك تفاديا للعواقب الوخيمة، التي من الممكن جدا وقوعها، خاصة وأن حوادث كثيرة وقعت كان المختلون عقليا هم السبب الأول فيها· ومن خلال الحديث مع بعض المواطنين، الذين تواجدوا معنا في نفس ذلك المكان، لمسنا مدى تذمرهم واستيائهم الشديدين من الوضع، حيث تقول السيدة سعاد إن النساء هن أكثر ضحايا المختلين، حيث يتعرضن للاعتداء في محطات الحافلات والشوارع العمومية وغيرها من الأماكن وهن لا يملكن لا القوة ولا الشجاعة للدفاع عن أنفسهن وكأن المختل يدرك ضعف المرأة ويخشى الرجل، إذا فهم غالبا ما يختارون فريستهم من النساء، وفي هذا الشأن روت لنا حادثة وقعت لها مع إحدى المختلات عقليا، في شارع حسيبة بن بوعلي، أين كانت تهم بقطع الطريق إلى الجانب الآخر من الطريق، وإذا بأحدهم يسحبها بقوة من شعرها والغريب في الأمر أن لا أحد من المارة تدخل لمساعدتي، بل بالعكس لاذ الجميع بالهروب، لتضيف بأن هذه المشاهد أصبحت ديكورا يوميا، لجملة المواقف والحوادث في شوارع العاصمة، والتي يكون البطل فيها دائما أحد المختلين عقليا، بينما الضحية فتكون إما من الأطفال أو النساء، وفي بعض المرات من الرجال· سيدة أخرى تقول إنها كادت أن تتعرض لضربة قوية من هذه المريضة عقليا، لولا صراخ بعض الشباب عليها وإبعادها من أمامها، فهي لم ترها، وواصلت طريقها مثلما هي متعودة على السير به يوميا، لتعقب أنها لما التفتت ورأت القارورة تقترب منها، خافت كثيرا وتسارعت نبضات قلبها، ولم تعرف ماذا تفعل في تلك اللحظة، لتعقب كيف لشخص مريض عقليا كتلك السيدة أن تترك في الشارع وسط تهديدها للمارة يوميا، أليس من الممكن أن تتسبب في حوادث كثيرة، ممكن أن تؤدي إلى وفاة شخص ما، أو تعريض حياته للخطر· وفي ظل الخطر الذي يهدد حياة المواطنين، أضحى من الضروري على الجهات المختصة وضع واتخاذ إجراءات صارمة، تضمن الأمن والسلامة للمواطنين·