* عبد الرحمن يحذّر الأحزاب من نتائج عكسية لاستخدام الأنترنت في حملتهم حذّر الأستاذ والإعلامي عمّار عبد الرحمن المتخصّص في السيمولوجيا والأستاذ بكلّية الإعلام والعلوم السياسية، التشكيلات السياسية المترشّحة للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها بتاريخ العاشر من ماي القادم من النتائج العكسية لاستخدام تكنولوجيات الإعلام خلال الحملات الانتخابية، لا سيّما مواقع التواصل الاجتماعي على غرار (الفايس بوك) و(تويتر) التي تستقطب أعدادا هائلة من الشباب، داعيا إلى ضرورة تقنين هذا الاستخدام العشوائي بدراسة علمية تضمن الاستفادة من هذا الفضاء الافتراضي· عبّر عمّار عبد الرحمن في اتّصال لنا معه أمس الأربعاء عن استيائه من الاستخدام غير المدروس لمواقع التواصل الاجتماعي من طرف بعض التشكيلات السياسية المترشّحة للاستحقاقات القادمة، والتي باشرت تخصيص صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار (الفايس بوك)، (تويتر)، (ماي سبايس) وغيرها من المواقع الاجتماعية التي تنشط في هذا الإطار، وذلك تحضيرا للموعد الانتخابي القادم. وأضاف عمّار في هذا السياق أن بعض الأحزاب السياسية المشهورة كتكتّل الجزائر الخضراء وحزب جبهة التحرير الوطني تستخدم مثل هذه المواقع بطرق غير مدروسة تعتمد على إلقاء بعض الأسئلة العامّة والبرامج الواهية على حد تعبيره . وكشف محدّثنا أن مثل هذه الاستخدامات قد تجني على أصحابها باعتبار أن أكثر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر هم من الشباب، فموقع (الفايس بوك) مثلا يضمّ ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف مشترك جزائري يمثّل 90 بالمائة منهم شريحة الشباب، وبالتالي فالصفحات التي تنشئها الأحزاب استعدادا للموعد الانتخابي غالبا ما تكون موجّهة لشباب عازف عن الانتخابات وغاضب ومتذمّر من سياسة البلاد، وهذا ما جعل الأستاذ الجامعي يتخوّف من النتائج العكسية التي قد تنجرّ عن هذا الاستخدام، لا سيّما وأن شبابنا حسب تصريحه شباب واع وناضج ومدرك لكلّ ما يحدث خارج الخارطة السياسية بدليل أن مئات الملايين من صفحات الأنترنت تفتح يوميا في الجزائر. وإلى جانب ذلك أكّد عمّار عبد الرحمن أن أغلب مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يهتمّون بمواضيع أخرى بعيدة كلّ البعد عن السياسة، وانطلق في حكمه من دراسة علمية اعتمد فيها على استبيانات أفادت بأن أغلب الجزائريين المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي يبتعدون عن السياسة ويتشاءمون من الطبقة السياسية· في هذا الصدد دعا عمّار عبد الرحمن كافّة التشكيلات السياسية المترشّحة إلى ضرورة إعادة النّظر في طرق استخدام تكنولوجيات الإعلام خلال الحملات الانتخابية وضرورة تحديد مفهوم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالاعتماد على دراسة علمية تمكّنها من التعرّف على مستخدمي هذه المواقع التي يرى الأستاذ الجامعي أنهم في الغالب شباب يحملون نظرة سلبية على الطبقة السياسية، ما يدعوهم إلى العزوف عن الانتخابات. كما دعا صاحب كتاب (جمهورية الفايس بوك) الذي سيصدر قريبا إلى التخلّي عن الازدواجية في الخطاب والنفاق السياسي الذي يلاحظ لدى الكثير من التشكيلات السياسية المترشّحة على حد تعبيره ، وإلى جانب ذلك اقترح أن يتمّ إشراك الشباب الجزائري في كلّ ما يخصّه عوض أن تفرض عليه الوصاية، حيث دعا إلى نقل حقيقة الواقع المعاش كما هي دون الاعتماد على لغة المراوغة ولغة الخشب على حد قوله لأن الشابّ الجزائري واع وإذا لمس مثل هذه المعاملة سيتقرّب من هذه الأحزاب، وربما سيقتنع بالمشاركة في الانتخابات والإدلاء بصوته لصالح تشكيلة أو مترشّح معيّن· في سياق ذي صلة، انتقد المختصّ في علم السيمولوجيا نشاط وزارة الداخلية في مجال التوعية بأهمّية الموعد الانتخابي القادم عن طريق بعث رسائل نصّية قصيرة إلى المشتركين في شبكات الهاتف النقّال، معتبرا ذلك ضغطا على المواطن، لا سيّما وأن الإدارة لا تحدّد وقتا لوصولها، بل تصل في كلّ وقت وأكثر من مرّة إلى نفس المشترك. وردا عن سؤالنا عن إمكانية تدارك هذه الهفوات التي صدرت عن بعض التشكيلات السياسية، رأى محدّثنا أن الوقت كاف لإعادة النّظر في سياسة هذه الأحزاب المترشّحة، لا سيّما حول طرق استعمال مواقع التواصل الاجتماعي في الحملة الانتخابية التي ستنطلق يوم 15 أفريل الجاري، داعيا المترشّحين إلى الاقتداء بتجربة باراك أوباما الذي صرّح عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأن الفضل في فوزه يعود بالدرجة الأولى إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي استطاع من خلالها تقديم خطاب شبابي خادم لزمانه· وتبقى الكرة في مرمى الأحزاب المترشّحة للموعد الانتخابي القادم لمحاولة تحسين أدائها واستقطاب أكبر عدد من الشباب من خلال استغلال أحدث تكنولوجيات الاتّصال التي يعتبرها كثيرون عاملا جديدا قد يعزّز حظوظ التشكيلات السياسية في استمالة النّاخبين للمشاركة في الموعد الانتخابي المقبل، لا سيّما بعد هاجس العزوف الذي صار يرعب المترشّحين مع اقتراب يوم الفصل·