انتهز بعض الشبان فرصة اعتدال الطقس واقتراب فصل الصيف ونصبوا طاولاتهم التي تنوعت فيها النظارات الشمسية خاصة وأنهم على يقين من أن الكل سوف يتهافت عليها في هذه الآونة بالذات مع حلول فصل الربيع واعتدال طقسه، متناسين المخاطر المتعددة لتلك النظارات على العين خاصة وأنها غير صحية بالمرّة، إلا أن اللمسة الجمالية التي يسعى إليها الكل قضت على كل تلك المخاطر مرة واحدة إلى جانب السعر الملائم لكل تلك الأنواع· بحيث نجد الزبائن جماعات جماعات أمام تلك الطاولات التي انتشرت على مستوى المتاجر وبمحاذاة الأسواق وعلى أرصفة الطرقات، فالفرصة لا تعوض من أجل الكسب وبيع أكبر كمية قبيل حلول فصل الصيف الذي يكثر فيه الطلب على تلك النظرات من أجل إضفاء لمسة جمالية وكذا التوهم بحماية منطقة العينين من أشعة الشمس فوق البنفسجية، وفي نفس الوقت الاستفادة من السعر المغري الذي لا يتجاوز 400 دينار لينزل إلى 200 دينار فالثمن البخس صار مصيدة للزبائن يراهنون من أجله بصحتهم وعافيتهم· اقتربنا من المركز التجاري علي ملاح بساحة أول ماي فلاحظنا الإقبال الكبير على تلك الطاولات التي راحت تعرض شتى الماركات المقلدة للنظارات الشمسية بأثمان بخسة، في حين أن أثمانها الحقيقية قد تتعدى 10 آلاف دينار، إلا أن إضفاء اللمسة الجمالية وكذا فكرة الاحتماء من الشمس فضلا عن الثمن البخس كلها معطيات جذبت الكثيرين نحو تلك الطاولات· اقتربنا من البعض منهم من أجل رصد آرائهم وسؤالهم عن مدى اكتراثهم بالمخاطر المتربصة بعيونهم من جراء استعمال تلك النظارات التي قد تؤذيهم أكثر مما تضرهم فوجدنا أن أغلبهم يهتمون أكثر باللمسة الجمالية التي تضفيها تلك النظارات على الوجه وعلى الشكل الخارجي بوجه عام، منهم الآنسة مايا طالبة قالت إنها مهووسة بالنظارات الشمسية وما دفعها إلى اقتنائها من هناك هو حب التجديد في كل مرة، وهو الأمر الذي تتمكن منه بكل سهولة كون أن الأسعار هي جد ملائمة على خلاف ما نجده عند بائع مختص في بيع النظارات الطبية، فهي تفضل اقتناء عدة أنواع منها بدل الالتزام بنوع واحد باهظ الثمن، وقالت إنها لا تشكو ولحسن الحظ من أية عوارض على مستوى عينيها· شاب آخر قال إن الوقت حان للتزود بنوعين أو ثلاثة من النظارات الشمسية الملائمة لموسم الحرارة، وقال إن غلاء الأسعار هو الذي يدفع الجميع إلى تلك الطاولات خاصة المهووسين مثله بارتداء النظارات· وقد حذر مختصون في طب وجراحة العيون من النظارات التي تباع على الأرصفة وفي الشوارع التي يكون ضررها هنا أكثر من نفعها، فالكثير يستمتع بارتدائه النظارات الشمسية بغض النظر عن النوع فهي تكسب الأناقة والجمال، وللنظارات الشمسية فائدة طبية أكثر من كونها أحد خطوط الموضة التي تأتي بالجديد كل يوم فهي تعكس الأشعة فوق البنفسجية أ وب سواء في الأيام الشمسية أو التي تتكاثر فيها السحب، ونجد أن الأشعة البنفسجية ب هي التي تسبب حروق الشمس ومن الممكن أن تعرض العين للأذى بالمثل والتعرض لها لمدة 30 دقيقة على مدار السنة كافية للإصابة بالمياه البيضاء على العين أو ضعف الرؤية بنسبة 10% ويمكن حماية العين من أشعة الشمس ليس فقط بارتداء النظارات الشمسية بل بارتداء القبعات التي لها حافة عريضة حيث تساهم بإبعاد الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 50%، كما أن النظارات المقلدة تؤدي إلى ضعف في الإبصار وإلى صداع وألم بالعينين وحولها، كما أنها لا توفر أي حماية لهذه الجوهرة الثمينة فهي لا تحتوي على مرشحات لحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية، كما أن النظارات المقلدة قد تسبب ازدواجية الرؤية وغالباً ما تكون خطراً على مستخدميها إذا نظروا للشمس ظناً منهم أنها تقوم بدور الحماية الكافية·