التجارة هي من إحدى النشاطات التي تسمح باتصال الناس ببعضهم البعض خاصة بين الزبائن والبائعين، وهناك من التجار من يبذلون قصارى جهدهم من أجل ضمان راحة ورضى الزبون، إلا أن منهم من جعل التجارة كوسيلة للاعتداء على حرمة النسوة ومهّدت له تجارته الطريق لمعاكسة الفتيات وحتى السيدات، إذ نجد تجارا في أرذل العمر يقومون بتصرفات ويلمحون بعبارات خادشة للحياء، من النسوة من تفهمها وأخريات يتظاهرن بعدم فهم تلك العبارات إلا أن هناك من النسوة من ثرن وكانت ردة فعلهن عنيفة· ذلك ما تعايشه أسواقنا ومحلاتنا التجارية بعد أن تُلقى مهمة التبضع دوما على عاتق النسوة خاصة وأنهن أثبتن جدارتهن فيها، وتميزن بالصبر والتروي لجلب سلع جيدة تروق العائلة، ولا ننفي أن هناك من الرجال أو الأزواج من منعن نسائهن من تلك المهمة بسبب ما هو جار على مستوى بعض المحلات، خاصة أن من التجار من يهدفون بتصرفاتهم إلى التعدي على حرمة النساء وحتى معاكستهن بطريقة قد تكون مباشرة وقد تكون غير مباشرة إلا أن الزبونات يفهمنها، ومنهن من تلتزم الصمت، أما بعضهن فلا يتوانين عن رد الصفعة لمن تسول له نفسه الاعتداء على شرف السيدات المحترمات في الوقت الذي كان من الأولى تحليهم بالحشمة واحترام الزبائن نساء ورجالا، إلا أن الواقع يكشف عكس ذلك· في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأسواق من أجل رصد آراء النسوة، فبينت بعضهن معاناتهن مع بعض أصناف التجار على خلاف ما يلتزم به بعضهم الآخر الذين يذهبون إلى الحفاظ على مشاعر النسوة وحفظ احترامهن في تعاملهم مع السيدات، ما بينته السيدة سلمى التي قالت إن بعض التجار تمادوا في أفعالهم الدنيئة واستعملوا تجارتهم كوسيلة للتعدي على حرمة الغير، وقالت إنها تصادفت في كم من مرة بمواقف تأسفت عليها كثيرا بسبب المزايدات التي تظهر من بعضهم، ويذهبون إلى إطلاق عبارات وإيحاءات مخجلة على مسامع النسوة، ورأت أن الإنسان المتخلق الذي جعل التجارة للاسترزاق لا يقوم بتلك التصرفات أمام الزبونات اللواتي قصدنه لغاية التبضع لا أقل ولا أكثر، وأضافت أنها وقفت على موقف مؤخرا مع إحدى النسوة جعلها تدهش وتحيي في آن واحد شجاعة تلك المرأة التي لم تتوان على ركل الميزان وهو ممتلئ عن آخره بالطماطم كونها لم تحتمل التصرف الصادر من ذلك التاجر، حتى أنها حاولت ضربه لغيظها من الكلام الجارح الذي سمعته منه بطريقة غير مباشرة، لاسيما وأنهم أبطال في الإيحاءات اللفظية غير المباشرة، وراحت حتى إلى إرفاق زوجها معها ليحفظه الدرس إلى أنه فر من المكان بسبب نذالته ولم يقو على المواجهة· نفس ما بينته سيدة أخرى التي قالت إن المعاملات الصادرة من بعض التجار أجبرتها على إعادة مسؤولية التبضع إلى زوجها خاصة وأنها لم تحتمل تلك السلوكيات والألفاظ الغريبة الصادرة من أفواه بعض التجار، ولا نقول كلهم فمنهم من يلبون رغبة الزبائن ويحفظون احترامهم لكسبهم· فالزبون مهما رحنا أو عدنا هو كنز إن ضيعه التاجر فهو لن يضر إلا نفسه، لتضيف أن علاقتها لازالت مستمرة فقط مع بعض التجار الذي تحس أنهم متخلقين من خلال تصرفاتهم التي تضمن احترام الزبائن·