أدانت أمس محكمة جنايات العاصمة مغتربا بفرنسا كان ينشط ضمن جماعة (شلبي) الإرهابية التي نفّذت عدّة عمليات إجرامية على التراب الفرنسي قبل أن يلتحق بالجماعات النّاشطة بتيزي وزو نهاية التسعينيات، بالحبس 03 سنوات منها عامان حبسا نافذا، في الوقت الذي التمس فيه ضده ممثّل النيابة العامّة عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا· محاكمة المتّهم كشفت أنه كان عضوا في تنظيم إرهابي خطير كان ينشط في الدول الأوروبية، حيث كان يعمل على تجنيد الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج من أجل جمع التبرّعات لصالح الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وقد كان المتّهم أحد العناصر البارزة في هذا التنظيم، حيث كان يسمح لعناصره بتنظيم اجتماعاتهم السرّية في منزله قبل أن تكتشف أمره السلطات الفرنسية التي أصدرت ضده حكما غيابيا يقضي بسجنه أربع سنوات عن تهمة تكوين جماعة اشرار· وحسب ما دار في جلسة المحاكمة فإن تفاصيل القضية تعود إلى تاريخ 29 جوان 2010، عندما ألقت مصالح الأمن بمطار هواري بومدين القبض على المتّهم (ب· كريم) بناء على أمر دولي بالقبض صادر ضده عن محكمة المقاطعة بباريس من أجل متابعته بتهمة تكوين جماعة أشرار لها علاقة بمنظّمة إرهابية، والتي تمّت فيها إدانة المتّهم غيابيا بأربع سنوات حبسا نافذا مع طرده من التراب الفرنسي على خلفية توصّل السلطات الفرنسية إلى أنه كان ينشط ضمن جماعة (شلبي) الإرهابية التي كانت تعمل على جمع التبرّعات لصالح الجماعات الإرهابية النّاشطة في الجزائر· المتّهم أثناء سماعه من طرف قاضي التحقيق أنكر ضلوعه حاليا ضمن الجماعات الإرهابية، وذلك منذ تسليم نفسه لمصالح الأمن في سنة 1998 في إطار الوئام المدني، وأوضح أنه قبل هذا التاريخ كان منخرطا ضمن الجماعة الإسلامية المسلّحة التي كانت تنشط في الداخل، وأنه على علم بأنه تمّت متابعته أمام القضاء الفرنسي خلال 1999 من أجل التهمة السالفة الذّكر على خلفية نشاطه ضمن جماعة (شلبي). وقد تمكّنت مصالح الأمن الفرنسية من إلقاء القبض على أفراد هذه الشبكة بعد سلسلة من الأحداث الدامية، وقد تمّ ذكر اسمه في التحقيق لكون هذه الجماعة كانت تعقد اجتماعاتها بخصوص جمع الأموال للمنظّمة الإرهابية في مسكنه الذي يملكه بفرنسا عندما كان مقيما هناك، حيث استقبلهم مرّتين المرّة الأولى بغرض عقد اجتماع لمناقشة المرافق المستهدفة وكيفية جمع الأموال والحصول عليها بغرض إرسالها إلى الجزائر، وعند رجوعه إلى أرض الوطن سنة 1995 التحق بمعاقل الجماعات الإرهابية بتيزي وزو، وخلال سنة 1998 وبعد حصوله على العفو الرئاسي وصل إلى علمه صدور حكم قضائي غيابيا ضده من القضاء الفرنسي· المتّهم أثناء مواجهته بالتهمة المنسوبة إليه أنكرها جملة وتفصيلا، مصرّحا بأنه ليس لديه أيّ علاقة مع الجماعات الإرهابية النّاشطة بالخارج، وأنه قرّر الدخول إلى التراب الوطني سنة 1995 بناء على الحاج من ابن خالته الذي أسند له مهمّة جمع الأموال وتسليمها للشخص المكلّف بنقلها، وأنه بمجرّد دخوله أرض الوطن اتّصل بابن خالته المكنّى (الباهي) وعرض عليه الالتحاق بالجماعات الإرهابية النّاشطة بتيزي وبقي ينشط ضمنها إلى أن قام بتسليم نفسه والاستفادة من العفو الرئاسي. وأمام هذه المعطيات تمّت إدانة المتّهم بالحكم السالف ذكره·