طالبت أمس النيابة العامّة لدى محكمة جنايات العاصمة بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا و200 ألف دج غرامة مالية على أربعة متّهمين ينحدرون من بلدية مفتاح، وعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا و100 ألف دج غرامة مالية في حقّ المتّهم (ت·ع) على خلفية متابعتهم بجناتي تكوين جماعة أشرار والسرقة المقترنة بظرف التعدّد واستعمال مركبة وجنحة إخفاء أشياء مسروقة، والتي طالت أربع مركبات من نوع (هيونداي) و(شوفرولي) استولت عليها العصابة عن طريق الكسر· محاكمة المتّهمين كشفت أن أفراد العصابة كانوا يقومون بعمليات السرقة بالصدفة، أي دون ترصّد وتخطيط مسبق، حيث بمجرّد أن تلفت انتباههم سيّارة مركونة في الشارع يقومون بفتح أبوابها الأمامية بواسطة مقلاع المسامير أو مفكّ البراغي ثمّ يقومون بتشغيل محرّكها عن طريق إحداث تماس كهربائي بواسطة الأسلاك الكهربائية المقطّعة، وبعدها يتوجّهون بها مباشرة إلى مستودعين، وهذا حسب نوع وحالة السيّارة التي يتمّ بعد ذلك إمّا تفكيكها أو تزوير هياكلها ووثائقها· وحسب ما ورد في جلسة المحاكمة فإن نشاط العصابة امتدّ ما بين سنة 2010 و2011، وقد وضع حدّ لها من طرف مصالح الأمن بعدما وردت إليها عدّة شكاوَى من مواطنين تعرّضت سيّاراتهم للسرقة من بعض الأحياء الرّاقية بالعاصمة، على غرار حي الينابيع و(فاريدي 2). وقد كانت آخر عملية قامت بها العصابة هي سرقة سيّارة من نوع (سبارك) وإخفائها في مستودع بالمحمّدية يملكه المتّهم (ت· عبد الكريم). بعد ثلاثة أيّام من المواقعة تمكّن رجال الأمن من تفكيك خيوط الشبكة واسترجاع السيّارة وإحالة صاحب المستودع على التحقيق، والذي أدلى بأسماء بقّية المتّهمين، كما جاء في محضر تصريحاته أن السيّارة قام بإحضارها المدعو (ل· داود) وعرض عليه بيعها بمبلغ 14 مليون سنتيم. وبعد إلقاء القبض على هذا الأخير وهو فلاّح، اعترف بمشاركته في عملية سرقة سيّارة واحدة (ل.د)، حيث وعندما كان برفقة (ق· محمد) متوجّهين إلى منطقة القليعة في الطريق صادفتهما سيّارة مركونة من نوع (أكسنت) وأضواءها مشتعلة فقرّرا سرقتها بعدما قام بفتح الباب الأمامي بواسطة مقلاع المسامير، واتّضح أنها لمعلّمة بثانوية (بوعلام دكار) بالعاصمة· كما صرّح المتّهم بأنه تعرّف على شريكه (ق· محمد) منذ 3 أشهر، واتّفقا فيما مع (ف· منير) على سرقة المركبات وإعادة بيعها للمتّهم (ت· عبد الكريم)، وأنهم تمكّنوا من سرقة أربع سيّارات من نوع (شوفرولي) و(هيونداي)، أمّا فيما يخص سرقة سيّارة (سبارك) فقد صرّح بأنه كان في ليلة الوقائع برفقة المدعو (بن سلامة هشام) وهناك اتّصل بهما المدعو (ت· عبد الكريم) وطلب منهما مرافقته إلى منطقة القبّة بغرض شراء سيّارة، وعند وصولهم توجّه نحو سيّارة من نوع (سبارك) وقام بفتح بابها بواسطة مفكّ البراغي ثمّ شغّل محرّكها بعد أن قام بقطع أسلاكها وتوجّه بها مباشرة إلى مستودع متواجد بالمحمّدية· وقد أسفرت عملية تفتيش منزل المتّهم (ب. إسماعيل) عن العثور على لوحات ترقيم السيّارات وقسيمات تعود لسيّارات محلّ بحث من طرف مصالح الأمن· أمّا فيما يخص المتّهم (ق· محمد) فقد تمّ التوصّل إليه من خلال شهادة زوجة المتّهم (ل. داود) بعد الاتّصال الذي دار بينهما وتكفّله بمصاريف محاكمة زوجها· وهي التصريحات التي فنّدها المتّهمون أثناء مثولهم أمام هيئة المحكمة ما عدا المتّهم الرئيسي (ل. داود) الذي صرّح بأنه فعلا أقدم على سرقة سيّارة من نوع (سبارك) فيما أنكر مشاركته في بقّية عمليات السرقة، حيث أقدم على بيع سيّارة مسروقة ب 16 مليون سنتيم في سوق السيّارات بالقليعة بعد أن رفض المتّهم (ق· محمد) اقتناءها، كما قام المتّهم (ت· عبد الكريم) بالاتّصال به بعد بيعه سيّارة مسروقة من حي الينابيع ومنحه مقابلها مبلغ 5 ملايين سنتيم، وهو نفس المبلغ الذي سلّمه للمتّهم (ق· محمد)·