كما هو معروف تبقى كرة القدم وفية لعاداتها وتقاليدها ولا تعترف بالأقوى على الورق وكل شيء يلعب في 90 دقيقة ويكون الفاصل فيها هو الميدان فقط، وهذا الأخير علم الجمهور الكروي أنه (لا شيء مستحيل في كرة القدم) ولا تعترف بلغة الأرقام وهو ما شاهدناه في أولى جولات المجموعة الثامنة المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 حيث لم يكن هناك شيء جديد في مباراة الجزائر ورواندا وأمطرت الجزائر شباك المنتخب الرواندي برباعية كاملة وهو شيء كان منتظر ليس بالنظر إلى نتيجتها وإنما الفوز عموما كان منتظرا وكل التوقعات صبت في مصلحة الخضر، ولكن المفاجأة في هذه المجموعة هي المباراة الثانية بين المنتخب المالي المرشح على الورق والمنتخب البنيني، حيث أن الجميع رشح مالي صاحب المرتبة الثالثة إفريقيا بقيادة نجم البارصا سيدو كايتا للفوز باللقاء وكانت الأنظار كلها موجهة في هذه المجموعة إلى المنتخبين الجزائري والمالي وانتظر الجميع تنافسا شديدا بينهما ولكن ومن أول لحظة أخلط المنتخب البنيني أوراق المجموعة وظهر في ثوب ما نسميه في كرة القدم (الحصان الأسود). ولنعرج على هذا سنضع تعريفا لهذا اللقب وما هي صفاته ومميزاته وما يضفيه على المجموعة حين يظهر فيها.. الحصان الأسود: هو ذلك الفريق الذي لا نتوقع منه أن يقدم مستويات مميزة نظرا لإمكاناته الفنية والمادية والتكتيكية قياسا بغيره من الفرق القوية والجاهزة فنيا وتكتيكيا ومادية وحتى معنويا. ويكون المستوى الذي يقدمه الحصان الأسود بمثابة المفاجأة بالنسبة للمتتبعين والجمهور الكروي. الحصان الأسود دائما ما يضيف نكهة خاصة للبطولات حينما يحرج المنتخبات أو الفرق الأخرى ويشكل لها صعوبات بالجملة خاصة عندما يفوز عليها والحصان الأسود يعرف بعدم الاستسلام وعدم الخوف من المنافس مهما كان اسمه مرعبا أو قويا ومهما كانت الفروقات كبيرة بينهما بفضل الروح القتالية وروح المجموعة بين لاعبيه والانسجام الكبير الذي يبديه لاعبوه أيضا وتمسكهم بتحقيق الفوز حتى الدقيقة الأخيرة. ونعطي مثالا على ذلك في إفريقيا عن المنتخب الزامبي الذي استطاع بفضل تلك الروح القوية التي تمتع بها في الكان الأخيرة بالفوز بكأس الأمم الافريقية وكان المنتخب الزامبي هو الحصان الأسود لهذه البطولة واستحق اللقب بجدارة. وهذا ما يجب أن نأخذه بعين الاعتبار في ما يخص المنتخب البينيني الذي أظهر هذه الروح وهذه العزيمة لفعل شيء في هذه المجموعة التي تضم منتخبين كبيرين هما الجزائر ومالي وبهذا سيكون أكبر خطر على المنتخبين ولن يتوقف منتخب البنين عند هذا الحد وسيحاول مجددا الإطاحة بمنتخب رواندا الذي يعد أقل قوة من منتخب مالي وهو ما نخشاه جميعا، بحيث سينهي هكذا منتخب البنين استحقاقات شهر جوان ب6 نقاط وفوزين متتاليين أي بكامل الزاد، فيما يتصارع منتخبنا الوطني مع نظيره المالي بالعاصمة البوركينابية واغادوغو على نقاط المباراة التي تعتبر بست نقاط لكلا المنتخبين نظرا لأهميتها وسيكون المنتخب المالي أكثر عزيمة من قبل وسيعطي كل ما عنده في هذه المباراة للفوز بها وإحياء حظوظه مجددا وعدم خسارتها في أولى الجولات التي ستكون حاسمة لتحديد الأقرب للتأهل في المجموعة الثامنة. فيما في الطرف الآخر يسعى المنتخب الجزائري بقيادة (السبيشل وان إفريقيا) وحيد حليلوزيتش للإطاحة بالمنتخب المالي والمواصلة في سكة الانتصارات المتتالية وتأكيد الأداء الكبير الذي أصبحت تتمتع به العناصر الوطنية خاصة على مستوى الهجوم والأداء الجماعي ومواصلة المشوار نحو التأهل لكأس العالم 2014 بدون خطأ ومواصلة العمل واللعب بالروح القوية التي عودنا عليها محاربو الصحراء في هذه الأوقات وحتى وإن كان المنتخب المالي بحاجة إلى هذه النقاط وسيعطي كل ما يملك في هذه المباراة للفوز بها فيجب أن يجدو منتخبا جزائريا أكثر شراسة كروية منهم وأكثر تعطشا للفوز وأكثر خبرة واحترافية وتنظيم وعدم التركيز على ما يقال في الصحافة، حيث سيحاول الماليون بدء الحرب النفسية في صحافتنا وهو ما شاهدناه في إحدى الصحف الرياضية التي نقرأها يوميا أن مدافع المنتخب المالي يوهم تلك الجريدة بأنه ليس متأكدا من أنه سيلعب مباراة الجزائر لأنه سيذهب إلى انجلترا من أجل إمضاء عقده الجديد والذي لقي استحسان الجريدة وصدقته بسهولة رغم علمها بأن اللاعب مايغا لاعب اتحاد العاصمة ومدافع مالي أصيب في مباراة البنين. وإذا ذهب زميله في وسط الدفاع إلى انجلترا فسيبقى المنتخب المالي بغائبين مهمين في وسط الدفاع وبدون احتياطيين في هذا المركز وهذا ما يريد الماليون أن يوهموا صحافتنا به، لتنقل أشياء تريد بها التشويش على المنتخب الجزائري لكن على منتخبنا التركيز فقط على طريقة لعبه وهذا ما يفهمه جيدا كوتش وحيد. وفي الأخير يجب أن نحسب ألف حساب للمنتخب الذي خالف التوقعات والذي سميناه مسبقا بالحصان الأسود وعدم إعطائه الفرصة لقول كلمته ويجب البدء من المباراة المقبلة والفوز على مالي أولا وقبل كل شيء ولكل حدث بعد ذلك حديث وإذا كان البنين هو الحصان الأسود في المجموعة فعلى الجزائر أن تكون الوحش المرعب والمدمر في المجموعة وهذا بالفوز على كل من يقف في طريقها بالأداء والنتيجة وعدم ترك فرصة لظهور مفاجآت أو حصان أسود يقف عائقا في طريقنا للحلم والتأهل لكأس العالم 2014 في البرازيل إن شاء الله. * العضو: aymen25lr