تحول حي محمد بلوزداد المعروف بحي بلكور إلى حالة متدهورة بعد أن انتشرت فيه ظاهرة السرقة بشكل خطير جدا، حتى بات اجتيازه محرما من البعض، إذ تحول إلى نقطة سوداء في العاصمة بعد أن عرف على أنه الحي الأكثر شعبية في العاصمة خاصة من ناحية تاريخه العريق، وأنه أنجب العديد من أبطال الجزائر وكانت أزقته وبيوته شاهدة على وقائع تاريخية هامة في تاريخ ثورتنا المجيدة.. إلا أن دوام الحال من المحال كما يقول المثل الجزائري الشعبي، فبالإضافة إلى كثرة الاعتداءات بهدف السرقة في هذا الشارع فإن حالة الازدحام المروري أصبحت من يوميات مستعملي طرقات بلوزداد بل أن كثيرا من سائقي سيارات الأجرة والحافلات أصبحوا يتجنبون حي بلوزداد مخافة أن يجدوا أنفسهم عالقين في أزقته الضيقة التي ضاقت بالباعة المتجولين وبالسيارات المتوقفة بشكل عشوائي على طرقات هذا الحي العريق.. أردنا الاطلاع على آراء سكان الحي خاصة مع الذكرى الخمسين للاستقلال وأسباب هذا التهور الذي يغرق فيه يوما بعد آخر، وقد أكد لنا أبناء حي بلكور على أنهم مستاءون من هذه الحالة التي يغرق فيها حيهم، وقد بينوا استعدادهم لذلك خلال الفترة الماضية حيث استطاعوا بوسائل بسيطة إرجاع الفرحة والبهجة إلى هذا الحي، وهذا خلال نهائي كأس الجمهورية، أين اكتسى الحي على طول أزقته برايات رائعة وأعلام بألوان حمراء وبيضاء أضفت على الحي حلة رائعة لا زالت ماثلة إلى الآن رغم خسارة فريق شباب بلوزداد في نيل الكأس.. والنداء الذي يوجهه أبناء هذا الحي العريق هو مكافحة ظاهرة السرقة والتي تطارد حيهم ومن أطراف خارجة من هذا الحي، حيث اتخذت أبعاد أخرى عن طريق اتباع بعض المنحرفين لأساليب جديدة في السرقة تطال حتى العائلات القاطنة بالبيوت الهشة بهذا الشارع، فلم يعد الخوف يعرف طريقا إلى قلوبهم، فلقد تعجب السكان والمارة بهذا الحي الشعبي من أن بعض الأفراد المنحرفين يغتنمون فرصة توقف سيارة ما خاصة سيارات الأجرة واشتغال السائق والزبون بالتناقش حول الوجهة أو التكلفة، فينقض هذا اللص على حقيبة اليد أو الهاتف النقال بسرعة فائقة ويختفي عن الأنظار في لمحة بصر ولا يستطيع أحد الإمساك به أو حتى تبين ملامحه خاصة إذا كان داخل السيارة، ولأن حي بلكور يشهد حالة ازدحام شديدة على طول اليوم وهو شارع رئيسي يربط ما بين عدة مناطق رئيسية في العاصمة، كما أن الباعة المتجولين والسوق المعروف ب( مارشي 12 يزيد من تأزم الوضع من حيث حالة التزاحم خاصة مع التوافد الكبير من المواطنين من أجل التسوق من المنطقة بسبب انخفاض الأسعار، إلا أن بعض اللصوص الناشطين في هذا الحي يغتنمون هذه الفرصة من أجل سلب الناس أموالهم وهواتفهم النقالة أو حتى بعض الأشياء الثمينة كالذهب، وهذا كله يحدث في لحظة غفلة عند ركوب سيارة الأجرة مثلا أو النزول منها، بل إن بعض اللصوص يقدمون بدون خوف على فتح باب السيارة والسرقة ومن ثمة الاختفاء بين الجموع دون أن ينتبه إليهم أي أحد. كما يطالب سكان بلكور البلدية بالقيام بدورها من خلال إدراج الحي ضمن مخططها التنموي، مع تنظيف الحي من القمامة التي أصبحت من المظاهر اليومية في طرقات بلوزداد.. فهل سيعود البريق الضائع من حي بلكور ويصبح اسما على مسمى، أي(الفناء الجميل) كما توضحه التسمية الفرنسية..؟