يعد ارتداء النظارات الطبية، في مجتمعنا واحدة من المظاهر التي تسبب الإحراج لمرتديها، خاصة بالنسبة للفتيات، اللواتي يمثلن أكبر فئة تشعر بالخجل عند ارتدائهم للنظارات الطبية، في الأماكن العامة، وهذا بسبب اعتقاداتهم بأنها ستنقص من جمالهن وأناقتهن، مما أدى بهن إلى التفكير في حلول بديلة، تساعدهم على الاستغناء عنها واستبدالها، بما يمنحهن نفس الفعالية، ولكن دون الإنقاص من جمالهن، وهو ما حصلن عليه فعلا عندما لجأن إلى العدسات، بدلا عن النظارات الطبية، التي تكون في نظرهن أمرا معيبا للفتاة، خصوصا في سن المراهقة والشباب. وبما أن هذا الموضوع، أصبح يؤثر كثيرا في شخصية مستعملي النظارات الطبية، قررنا الاستطلاع فيه، لمعرفة آراء الأشخاص الذين يرتدونها، حول إمكانية استبدال النظارات الطبية بالعدسات، وهل إن كانت هذه الأخيرة، تقوم بنفس دور النظارات، إلا أنها تخلصهم من الإحراج والخجل، وفي هذا السياق، تقول أسماء وهي طالبة جامعية، التقينا بها، في شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، إنها تعاني نقصا في البصر في عينها اليمنى، ومنذ صغرها وهي ترتدي النظارات الطبية يوميا، إلا أنها وبمجرد بلوغها سن المراهقة، أصبحت تخجل من ارتدائها، وهذا بسبب مضايقات الناس في الشارع لها، ومنذ أن اكتشفت العدسات، وهي لا تستغني عنها، إلا إذا كانت في البيت. وأردف سيد يبلغ من العمر أربعين سنة، بأن ارتداء النظارات الطبية أمر ضروري، إلا أن هناك من يخجلون من ارتدائها، خاصة تلك التي يكون زجاجها سميكا، وهذا خوفا من تعليقات الناس الساخرة عليهم، وكذا عبارات (الأعور) و(الأعمى) التي ينادونهم بها، لذلك فهم يضطرون إلى استبدالها بإحدى العدسات الطبية، التي تتناسب وحالتهم الصحية، وفي المقابل هناك فئة تعرض صحتها للخطر، وهذا باستغنائها عن الاثنين معا، إلا عند تواجدهم في بعض الأماكن، كالبيت ومقرات العمل والدراسة، وهو ما حدثتنا عنه أيضا سارة، وهي تلميذة بإحدى ثانويات العاصمة، إذ أن ارتداء النظارات الطبية، يسبب لها نوعا من الإحراج أمام زملائها، فهي تستعملها داخل القسم فقط، وعند الخروج تتخلص منها تماما وتضعها في حقيبة يدها. ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى بعض محلات بيع النظارات الطبية، وجدنا بأن أغلبيتهم يفضلون العدسات بدلا عن النظارات الطبية، وعلى حد تعبير إحدى الشابات، التقيناها بأحد المحلات، فهي تفضل العدسات، على النظارات الطبية، لأنها بنظرها تخفي بعض العيوب، وأضافت بأنه أصبح من السهل جدا ارتداء العدسات، باعتبارها عملية أكثر من النظارات الطبية، التي تستدعي من صاحبها الحذر وأخذ الحيطة، خوفا من تكسرها في أية لحظة. من جهته، أعرب جل أصحاب محلات بيع النظارات الطبية، والعدسات اللاصقة، بأن الفتيات والسيدات هن الأكثر طلبا للعدسات اللاصقة مقارنة بالرجال، أما اللواتي يفضلن النظارات، فيخترنها بإطارات مذهبة وملونة. وعليه فإن الأخصائيين، لا ينصحون الأطفال والمراهقين، باستعمال العدسات اللاصقة، نظرا لصعوبة التعامل معها، بالنسبة لهم، سواء من ناحية النظافة، أو وضعها ونزعها يوميا، ومن جهة ثانية، فالنظارات الطبية أحسن بكثير بالنسبة لهم، من العدسات اللاصقة.