رجّحت مصادر حكومية أردنية حصول المملكة على منحة من السعودية تبلغ مليار دولار على دفعتين، الأولى ستكون خلال شهر جويلية الجاري بمقدار 500 مليون دولار في حين ستكون الدفعة الثانية خلال أوت المقبل. فقد نقلت صحيفة (الغد) الصادرة أمس السبت عن المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها قولها إن (هذه المنحة ستذهب للخزينة العامّة من أجل سداد جزء من عجز الموازنة العامّة المتوقّع بلوغه 1.8 مليار دينار). وأشارت المصادر إلى أن (المنحة السعودية هي المبلغ نفسه الذي احتوت عليه فرضيات الموازنة في بند المنح الخارجية). وأوضحت المصادر أن (رئيس الوزراء فايز الطراونة حصل على تطمينات من مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى خلال زيارته الأخيرة، حيث أكّدوا حرص المملكة السعودية على دعم الأردن ومساعدته على تجاوز أزمته الاقتصادية في ظلّ ارتفاع أسعار النفط ومشاكل قطاع الطاقة بعد أن انقطعت إمدادات الغاز المصري). وكان الأردن لجأ إلى استخدام الديزل والوقود الثقيل لتشغيل محطّات توليد الكهرباء مما يكبد المملكة يوميا نحو 5 ملايين دولار. وكان رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة زار السعودية في 26 جوان والتقى الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وبحث مع وليِّ العهد السعودي العلاقات الثنائية بين البلدين ومجمل الأوضاع الإقليمية. ونقل مسؤولون سعوديون إلى الطراونة (تقدير المملكة السعودية لأوضاع الأردن وتفهمهم للمشاكل الاقتصادية التي يمر بها، بالإضافة لقرب تسليم أموال المنح التي جدّدوا تأكيدهم تقديمها للأردن ضمن موازنة 2012). وأشارت المصادر نفسها إلى أن (الطراونة ركز على أهمية التوقيت في تسليم المنحة بالنّسبة للأردن وأهميتها في مسألة التدفقات النقدية والمالية لترتيب أوضاع المالية العامّة). ويُذكر أن الحكومة الأردنية قامت خلال الفترة الماضية بعدد من الإجراءات التصحيحية بهدف تخفيف الدّعم المقدّم في الموازنة العامّة لعدد من السلع الكمالية، بالإضافة إلى رفع أسعار بعض أصناف المحروقات كالبنزين أوكتان (90) وأوكتان (95)، وكذلك رفعت أسعار الكهرباء، غير أن الحكومة اعتبرت كلّ تلك الإجراءات لا تسهم إلاّ في تخفيف نحو 304 ملايين دينار من إجمالي الدّعم البالغ 2.4 مليار دينار.