اعتبر المؤرّخ الفرنسي جيل مانسرون بالجزائر العاصمة أن الدولة الفرنسية وجدت (صعوبات وحرجا) للاعتراف بالجرائم التي اقترفتها في حقّ الشعب الجزائري أبّان الحقبة الاستعمارية لكون أن بعض من المسؤولين الفرنسيين الذي كانوا ضالعين في جرائم خلال حرب التحرير أصبحوا قادة مسؤولين في هرم الدولة الفرنسية بعد استقلال الجزائر. وأوضح المؤرّخ الفرنسي في محاضرة ألقاها خلال الملتقى الدولي حول موضوع (الجزائر بعد 50 سنة: تحرير التاريخ) أن فرنسا تشعر ب (الإحراج) في الاعتراف بالجرائم التي اقترفتها خلال احتلالها للجزائر لأن (بعض المتورّطين في تلك الجرائم تولوّا مناصب قيادية في فرنسا بعد استقلال الجزائر)، لذلك -أضاف المؤرّخ- وجد العديد من هؤلاء القادة من مقترفي الجرائم أو مساندي نظرية (الطابع الحضاري للاستعمار) صعوبة في التعاطي ب (نظرة نقدية وموضوعية) لتلك الحقبة. وعلى سبيل المثال ذكر المؤرّخ مانسرون اسم فرانسوا ميتران (الحزب الاشتراكي) الذي أصبح رئيسا فرنسا بين 1981 و1995، وهو الذي شغل منصب وزير الداخلية إبّان حرب التحرير الجزائرية، أمضى خلال تلك الفترة على العديد من الأوامر لإعدام الثوّار الجزائريين ومناضلي جبهة التحرير الوطني.