استفاق المغاربة صباح امس الأحد، بتأخير ساعة كاملة، تحضيراً لقدوم شهر رمضان المبارك، فعادت عقارب الساعات إلى الخلف 60 دقيقة، بعد أن تم تقديمها في بداية شهر جوان المنصرم، بقرار حكومي. ويستبشر مغاربة خيراً بقرار تأخير الساعة، لكسب وقت إضافي من الراحة والنوم افتقدوه منذ شهرين ونصف تقريباً، بينما يرى آخرون أن هذه التغييرات تسبب ارتباكاً في ساعاتهم البيولوجية وصحتهم ونفسياتهم، خاصة في شهر الصيام. ويُعلَن في كل عام بالمغرب توقيت للدوام خاص بشهر رمضان المبارك مراعاة لوقت أذان المغرب وحتى يسنح للموظفين والعاملين الرجوع إلى منازلهم بوقت كافٍ قبل الإفطار. دوام رمضان وتتغير مواقيت العمل في الإدارات التابعة للدولة وأغلب المؤسسات الخاصة، حيث يتم التعامل بالتوقيت المستمر في جميع القطاعات العمومية والخاصة، ما عدا المستشفيات ومراكز الأمن التي يتم العمل فيها بالمناوبة. ويمتد توقيت العمل من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الثالثة بعد الزوال قبيل صلاة العصر، فتصير مدة العمل أقل بمعدل ست ساعات في رمضان، والعادة في الشهور الأخرى ثماني ساعات من الدوام. وتعرف المؤسسات الإدارية في المغرب مرونة في التعامل مع الموظفين والمستخدمين في شهر رمضان في ساعات الدخول والخروج مراعاة لظروف الشهر الكريم خاصة في أوقات الصلاة بخلاف ما يحدث خارج رمضان. وتعرف وتيرة العمل في رمضان تراخياً ملحوظاً بسبب تقلّص ساعات الدوام بساعة واحدة، فضلاً عن المسوغات التي يؤلفها بعض الموظفين والعمال بدعوى السهر في ليالي رمضان وتأثير الصيام عليهم. تغيير وارتباك ويعرب البعض عن انزعاجهم من هذه التغييرات في الدوام، خاصة بعد التعود على الساعة الإضافية التي قررتها الحكومة، ثم ألغتها قبيل رمضان بأيام قليلة. واشتكى عبد الحميد، موظف في القطاع العام، من كون الساعة الرسمية بالمغرب لا تستقر على حال في الصيف، وأن التخبط بسبب عدم وضوح الرؤية هو السمة التي تطغى على مثل هذه القرارات المتسرعة التي لا تفكر في مصالح الناس، حسب قوله. وأضاف أنه لم يتعود على الساعة الإضافية منذ شهرين إلا بمشقة الأنفس، "وحين تعوَّد عليها في نومه وقيامه ودوامه في وظيفته، جاء القرار من جديد بتأخير الساعة 60 دقيقة والعودة إلى العمل بتوقيت غرينتش". وأفاد مواطن آخر بأن ال60 دقيقة التي أضيفت منذ أسابيع والعودة بعد ذلك إلى الساعة القانونية أدت إلى ارتباك واضح في حياته وصحته، حيث صارت ساعات نومه قليلة بسبب قصر الليل وطول زمن النهار، الوضع الذي أثر على مزاجه وصحته بشكل سيئ. وهذا الشعور يكاد يتقاسمه معه العديد من المغاربة الذين لم ينظروا بعين الرضا إلى إضافة ساعة إلى الزمن المغربي ثم التراجع عنها بحلول شهر رمضان، وفضلوا أن يتم العمل بالساعة الإضافية بشكل دائم أو الإقرار بالساعة القانونية بصفة مستمرة. فوائد جمة وإذا كان البعض يرى في هذا التحول من ساعة إلى ساعة قد أفضى إلى إحداث خلل في الساعة البيولوجية للمغاربة، فإن مختصين في مجال الطاقة والاقتصاد يرون أن إضافة تلك الساعة كان له ربح كبير للبلاد. ويفسر نعمان بلعمري، مهندس في قطاع الطاقة الكهربائية، هذا المعطى بالقول إن المغرب استفاد طاقياً من تلك الساعة المُضافة بسبب حلول فصل الصيف ثم تأخيرها بحلول شهر رمضان. وأوضح بلعمري أن غروب الشمس صار يأتي متأخراً بساعة كاملة، وأضحى الناس مدة أكثر من شهرين وهم يكتفون بضوء الشمس ولا يضطرون لاستخدام الكهرباء لإنارة منازلهم مبكراً. واسترسل المختص في الطاقة بأن المغرب وفّر بهذه الطريقة طاقة كهربائية مهمة تقدر بأكثر من 80 مليون واط من الكهرباء خصوصاً خلال ساعات الذروة كل يوم. بالإضافة إلى هذا الربح، أفاد المتحدث بأن تلك الساعة التي أضيفت قبل شهرين جعلت توقيت البلاد يتلاءم مع توقيت أوروبا باعتبار أنها طرف أساسي في الاقتصاد الخارجي للمغرب من خلال المبادلات التجارية الحيوية التي تجمعهما. وهوّن الأخصائي من تأثير إضافة ساعة ثم حذفها على المواطن المغربي وعلى ساعته البيولوجية، مشيراً إلى أن الأيام كفيلة بأن يتعود على هذا الوضع، لكن بالمقابل تعتبر المصالح الاقتصادية للمغرب هدفاً لا يمكن التفريط فيه.