عرفت أغلب الغابات والمنتزهات العائلية وكذا شواطىء البحر توافدا من طرف العائلات بغية توديع خرجات الاستجمام إلى الغابات وكذا شواطىء البحر في الأسبوع الأخير من قدوم الشهر الفضيل، باعتباره شهرا لا تتوافق طبيعته مع الوفود إلى تلك الأماكن التي ستزيد من تعب الصائم ونار عطشه، بحيث شهدت أغلب الغابات على غرار بوشاوي، بينام، قورصو توافدا كبيرا من طرف العائلات دون أن ننسى شواطىء البحر على غرار كيتاني، سيدي فرج، شاطىء الجميلة، واستقبلت عددا كبيرا من الزوار في هذه الآونة بالذات وكأن الكل عكف على الاستجمام والتمتع بخضرة حدائقنا وبزرقة البحر ونسماته العليلة وسط الأبناء وخلق أجواء مميزة تجلب السعادة للأطفال. وفي جولة لنا عبر بعض الحدائق وكذا شواطىء العاصمة لاحظنا ذلك التوافد الكبير الذي عرفته إلى حد استعصى فيه حصول بعض العائلات على مكان، وكان المشهد واحدا على مستوى أغلب الشواطىء بشاطىء الكيتاني الذي يعرف استقطاب العديد من الزوار باعتباره الشاطىء المتاح الذي يستقطب سكان العاصمة وغيرها من الضواحي المجاورة، وقفنا على ذلك الكم الهائل من المصطافين الذين ضاعفوا من خرجاتهم إلى البحر في هذه الآونة التي تسبق اقتراب رمضان الذي هو على الأبواب. اقتربنا من بعض العائلات على مستوى بعض الحدائق ومنتزهات التسلية للوقوف على سر إقبالهم الكبير وتدافعهم على الغابات وكذا شواطىء البحر، فلخص الكل السبب في اقتراب رمضان الذي ستتوقف فيه حتما خرجات العائلات بسبب تعب الصيام واقترانه مع موسم الحر، منهم السيدة مليكة التي قالت إن جولاتها رفقة أبنائها إلى البحر تكررت عدة مرات في الأسبوع في هذه الآونة بالذات من أجل التمتع ببعض الأجواء المميزة على مستوى الشاطىء والتي سوف تغيب بعد بلوغ رمضان دون شك الذي يقتضي العودة إلى البيوت وفق ما يتطلبه القيام بأهم ركن من أركان الإسلام، لذلك رأت أنه لا مانع من التنزه قليلا قبل حلول رمضان المعظم وكانت الوجهة المختارة شواطىء البحر. نفس ما بينه السيد كمال الذي التقيناه بغابة بوشاوي بالعاصمة بحيث قال إنه حتما ستعود العائلات كلها من جولاتها بقدوم الشهر الكريم وسوف تقتصر جولات العائلات وتتحول إلى الفترات الليلية من أجل التمتع بأكل المثلجات في السهرات الرمضانية وسيحرم على الكل الخروج للتجوال في ساعات اليوم، كون أن الوفود إلى أي مكان خاصة البحر لا يتوافق مع تعب الصيام وكذا مع أداء أهم ركن لأن في ذلك ضرب لأحكام الصيام، ولتفادي الدخول في كل المتاهات اختار مضاعفة جولاته وجولات عائلته إلى الحدائق وكذا شواطئ البحر في الأسبوع الأخير قبل حلول رمضان وسوف تؤجل العودة إليه إلى ما بعد رمضان بإذن الله تعالى. أما السيدة زاهية التي التقيناها رفقة الزوج والأبناء بشاطىء سيدي فرج فقالت إنه ومنذ حلول موسم الاصطياف لم تفد إلى البحر مع أبنائها لظروف خاصة، لكنها وما أن اقترب رمضان حتى راح أبناؤها يطلبون منها ويلحون عليها الذهاب إلى البحر وتمضية وقت ممتع هناك، ولم تمانع في ذلك من أجل إدخال البهجة والسرور على قلوب أبنائها. إلا أن ما اشتكت منه أغلب العائلات على مستوى الشواطىء هو غياب بعض الضروريات التي يحتاجونها على مستوى شواطىء البحر بعد أن غاب مبكرا الباعة الذين تخصصوا في بيع كل شيء وكراء الشمسيات، كما أن الباعة المتنقلين لم يقووا على تلبية الكم الهائل من الطلبات بالنظر إلى التوافد الكبير للعائلات، أما على مستوى الحدائق فاغتاظ مرتادوها من النفايات التي تتركها العائلات من ورائها بعد تمتعها ببعض السويعات هناك، وهو سلوك غير حضاري البتة وجب الكف عنه.