مع تزامن ظهور نتائج شهادة التعليم المتوسط وكذا شهادة البكالوريا مع شهر رمضان المعظم بأيام قليلة، بعد أن حل علينا الضيف العزيز في العشرين من شهر جويلية الجاري لم تجد العائلات بدّا إلا بإقامة حفلات أبنائها الناجحين خلال السهرات الرمضانية وتكون الفرحة فرحتين خاصة وأنها وجدت الفرصة في الحلويات الشرقية لاجتياز تلك الحفلات كونها توافق السهرات الرمضانية. نسيمة خباجة وبذلك اجتمع الأقارب والجيران خلال الأسبوع الأول من رمضان تعبيرا عن فرحتهم بنجاح تلاميذ شهادة التعليم المتوسط وكذا شهادة البكالوريا وابتعدوا بذلك عن تكاليف مختلف الحلويات التي تتطلب اللوز في تحضيرها وكذا تكاليف حجزها واعتمدوا على الحلويات المعسلة التي تناسب السهرات الرمضانية على غرار قلب اللوز والزلابية والمحنشة والسيقار والبقلاوة وكانت حفلات مميزة ميزها حضور الأقارب والأهل والجيران في أحلى السهرات بعد أن تزامن ظهور النتائج وشهر رمضان المعظم على غير العادة في هذه السنة. بحيث طبعت تلك الحفلات أجواء رمضانية محضة، وطالت تلك الجلسات إلى بزوغ الفجر في أجواء حميمية بين الأحباب، ولعل أن قصر المدة كانت دافعا قويا وأجبرت العائلات على إقامة حفلاتها في سهرات رمضان وواتتها الفرصة لذلك قصد الاستمتاع بالسهرات الرمضانية وسط الأهل والأقارب والمباركين بالنجاح الذين زادتهم في الحقيقة هدايا الناجحين غرامات إضافية إلى الميزانية الكبرى التي يتطلبها الشهر الكريم تبعا لموائده ومصاريفه الخاصة، لكن رأوا أن كل شيء يهون في سبيل مقاسمة الناجحين فرحتهم والاستمتاع بسهرات رمضانية تبقى في الذاكرة. السيدة أنيسة حازت ابنتها على شهادة التعليم المتوسط بتقدير جيد فأبت إلا تشجيعها بإقامة حفلة على شرف نجاحها، وبالنظر إلى ضيق الوقت بين فترة ظهور النتائج وحلول رمضان الكريم راحت إلى برمجة حفل خلال الأسبوع الأول من رمضان ودعت الأهل والجيران وكانت جلسة ممتعة بينهم طبعتها أجواء رمضانية محضة وحضور الحلويات الشرقية التي أغنت محدثتنا عن اللجوء إلى حلويات قد تكلفها من الناحية المادية، وكان الأهم من كل ذلك تلك الجلسات الحميمية الرائعة التي جمعت الأحباب خلال السهرات الرمضانية. أما السيدة ربيعة التي التقيناها بمحل لبيع الهدايا في ميسوني فقالت إن الأعباء المادية التي يتطلبها الشهر الكريم زادتها حفلات النجاح التي ارتبطت في هذه السنة بشهر رمضان الكريم أعباء أخرى، فالتبريكات تكون متبوعة بهدية ذات قيمة حسب أعراف الأسر الجزائرية، لتضيف أنها سوف تحضر العديد من حفلات النجاح الخاصة ببعض أفراد عائلتها بمعدل مرتين في الأسبوع خلال رمضان، مما يجبرها على اقتناء هدايا لكل ناجح وناجحة ورأت أن الظرف غير مناسبة خصوصا مع الميزانية التي يتطلبها الشهر الكريم، وبعدها عيد الفطر المبارك ليصطدموا بتلك الغرامات المفروضة عليهم من طرف الناجحين. وبذلك تزامنت حفلات النجاح مع شهر رمضان المعظم على غير العادة وكانت هدايا الناجحين عبئا آخر تتحمله العائلات مع الميزانية الكبرى التي يتطلبها الشهر الكريم، خاصة وأن تلبية الدعوة هو أمر ضروري وملزم حثنا عليه ديننا الحنيف لمقاسمة أهل الفرح بهجتهم وغبطتهم، لكن القناعة مطلوبة وليس المهم قيمة الهدية وإنما معانيها السامية وأهدافها النبيلة هي الأولى بالاهتمام خاصة وأن القدرات المادية تختلف من شخص لآخر ويكون الأمر أصعب إذا ما اقترن بالميزانية الكبرى التي تصادف الأسر خلال الشهر الكريم.