حتى الآن ما يزال اسم الجزائر خارج صبورة الميداليات، وهي الصبورة التي دخلها أكثر من خمسين بلدا، البعض منها جدّ مغمورة ولا وجود لها في الخريطة العالمية على غرار دولة تايبي، فهل سمع أحدكم عن بلد اسمه تايبي؟ الجزائر وبالرغم من شساعة مساحتها التي تفوق ربما أكثر من ألف مرّة دولة تايبي، وعدد شعبها قد يفوق أكثر من عشرين مرّة شعب هذه الدولة الواقعة في أقصى القارّة الآسيوية في المحيط الهندي، والجزائر التي تملك من الأموال ومن الإمكانيات المادية الكثير إلاّ أنه وللأسف لا وجود لها في صبورة الميداليات. ولا تستغربوا إذا غاب اسم الجزائر نهائيا عن أسماء الدول المتوّجة ولو بميدالية نحاسية أو كما يسمّيها إخواننا المغاربة (حديدية) بالنّظر إلى تواصل سقوط رياضيينا كما تتساقط أوراق الأشجار مع هبوب أولى نسمات الخريف، ونتمنّى من أعماق قلبي أن لا ينتقل السقوط إلى ما تبقّى من رياضيينا في الملاكمة حتى لا نتحوّل إلى أضحوكة عند غيرنا. لكن وبما أن من أوكلت لهم مهمّة السهر على الرياضة الجزائرية عوّدونا أكثر من مرّة على أن الهدف من المشاركة في مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبيرة هو المشاركة وكفى، فسيخرجون فور انتهاء هذه الألعاب بخرجة ألفناها منهم (المهمّ شاركنا في دورة لندن). البعض من وجوه (البخس) ونقولها بكلّ صراحة، سيقولون كما قالوا لنا بعد دورة بكين الأخيرة (انتظروا الرياضة الجزائرية في الأولمبياد المقبل في ريو دي جانيرو بعد أربع سنوات من الآن، فلدينا متّسع من الوقت لتحضير الرياضيين أحسن تحضير، وسنعود من البرازيل بعدد كبير من الميداليات). لكن لا تستغربوا أكثر إذا راح أحدهم يفتخر بأن الجزائر دخلت التاريخ الأولمبي بمشاركتنا بأصغر رياضية في دورة لندن، بل لا تتفاجأوا كذلك إذا قال أحدهم (يكفينا فخرا أننا شاركنا في بعض الرياضات هي حكر على الأوروبيين والأمريكيين). لكن أقول لكم والعرق بتصبّب من جبيني من شدّة حرارة نهار أمس (من لم يستحي يقول كلّ شيء)، اللّهم إنّي صائم... صح فطوركم.