كشفت محافظة الغابات لولاية بجاية عن الحصيلة الثقيلة التي خلفتها الحرائق منذ حلول موسم الصيف أي منذ بداية جوان إلى غاية اليوم، والتي تقدر ب 2096 هكتار والتي شبت في 172 موقع على تراب الولاية، حيث تعرض الغطاء النباتي إلى كارثة حقيقية، والتي وقعت في الغابات التي تعتبر الرئة التي تتنفس بها الولاية، مثل غابة أذكار، بوخليفة، القصر، برباشة والقائمة طويلة، مدير محافظة الغابات أكد في سياق حديثه أن الحصيلة تضاعفت هذا الموسم مقارنة بالموسم الفارط لسنة 2011، وهذا رغم العمل الميداني المكثف الذي قامت به مختلف المصالح المعنية من حماية مدنية، البيئة، محافظة الغابات وحتى الجمعيات المحلية، التي بدورها أبت إلا أن تشارك في هذا المجهود الذي يعود بالفائدة على الجميع، وأوضح أنه في الخمسة أيام الأخيرة تم تسجيل 44 حريقا وإتلاف ما يزيد عن 704.5 هكتار من مختلف أنماط مكونات الثروة الغابية من أشجار البلوط والفواكه والعلف .. ، ورغم العمل الجبار الذي تسهر على إنجازه الحماية المدنية ومحافظة الغابات لإخماد مختلف الحرائق إلا أن هناك حوالي 09 مواقع ما تزال تحت رحمة ألسنة النيران، والواضح أن هذه الكارثة أدت إلى ارتفاع في درجة حرارة الجو من جهة وكذا تسببت في الانقطاع المتكررة للتيار الكهربائي سواء بصورة مباشرة مثل إتلاف الكوابل الكهربائية أو غير مباشرة والمتعلقة بالاستعمال المفرط للكهرباء من خلال تشغيل مختلف أجهزة التبري بما فيها المكيفات الهوائية بصورة لم يسبق لها مثيل، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها حيث تسهر مديرية سونلغاز على تصليح مختلف الأعطال التي شهدتها الشبكة الكهربائية في مختلف مناطق الولاية مثل ما وقع لشبكة بلديتي القصر وأقبو في نهاية الأسبوع، وهذه الوضعية المرة عاشها سكان ولاية بجاية بنوع من التذمر نتيجة مخلفاتها على المستوى العائلي والتجاري، حيث أن الحرارة والانقطاع المفاجئ للكهرباء تسببا في إتلاف كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية وخاصة اللحوم وغيرها، وهو الأمر الذي أثار سخط المواطنين والتجار على حد سواء، لكن ما وجب الإشادة به هي اللفتة الإنسانية التي توجه بها مدير مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز الذي طلب من زبائن المؤسسة تفهم الوضع والصبر إلى غاية اجتياز هذه المرحلة الصعبة، والتي يمكن أن تدوم إلى غاية نهاية موسم الصيف.