من الصيام المستحب صيام الست من شوال بعد رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، فذلك صيام الدهر). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان وستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). الحكمة من صيام الست من شوال إذا صام المسلم ستة أيام من شوال مع شهر رمضان الذي هو ثلاثون؛ كتب له صيام ثلاثة مئة وستين يوماً؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها؛ وكذلك فسّره النبي صلى الله عليه وسلم، فحصل له ثواب من صام الدهر من غير مفسدة، لكن بصومه رمضان، ومن صام ثلاثة أيام من كل شهر حصل له ثواب صيام الدهر بدون رمضان ويبقى رمضان له زيادة، وسواءً صامها بعد عيد الفطر أو فصل بينهما، وسواء تابعها أو فرّقها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأتبعهُ بست من شوال)، فجعل شوالاً كله محلاً لصومها، ولم يخصص بعضه من بعض، ولو اختص ذلك ببعضه لقال: (ستاً من أول شوال أو من آخر شوال). وإتباعه بست من شوال يحصل بفعلها من أوله وآخره؛ لأنه لا بد من الفصل بينها وبين رمضان بيوم الفطر، وهو من شوال، فعلم أنه لم يرد بالاتباع أن تكون متصلة برمضان، ولأن تقديمها أفضل كونه أقرب وأشد اتصالاً، وتأخيرها أرجح لكونه لا يلحق برمضان ما ليس منه. حكم تقديمها لمن كان عليها قضاء من رمضان يجوز للمسلم أن يصوم ستة من شوال قبل أن يصوم قضاءه من رمضان، لأن قول النبي صلى الله وسلم: (من صام رمضان) المراد به أن يكون قد أتم عدة رمضان إما رمضان نفسه أو من أيامه.