يعرف المحيط البيئي لمدينة تيزي وزو مظاهر سلبية تزداد تأزما من يوم لآخر جراء تراكم كميات النفايات المنزلية على مستوى أحيائها وساحاتها العمومية معرضة بذلك الصحة العمومية للخطر دون إيجاد أي حل في الأفق. ويظهر للعيان في كل ركن من أركان المدينة ديكورا حالكا تصنعه كميات الورق المقوى والأكياس البلاستيكية وغيرها من أدوات التغليف المترامية التي تقصدها الكلاب لتنبشها بحثا عن قوت يومها. ويعيش حيا 2000 و 600 مسكن هذه الظاهرة السلبية حيث تتراكم أكوام النفايات على الأرصفة، حيث تنبعث منها روائح كريهة تجبر المار عليها على سد أنفه، بينما لم يجد السكان من بديل سوى غلق نوافذ شققهم لتفادي تلك الروائح وشر الحشرات الضارة المعششة فيها. ويؤكد سكان (المدينةالجديدة) أن هذا المشكل يشكل الانشغال الأول للمواطنين، حيث يكون محل كل نقاش رامي إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتقويض الأخطار الناجمة عنه خاصة وأن الدخول المدرسي على الأبواب. وكان يأمل هؤلاء السكان أن ينظف الحي مع حلول عيد الفطر غير أن الوضعية ازدادت حدة. وقد لجأ السكان بعدما غاب عمال النظافة عن رفع القمامة إلى إشعال النار فيها مما أدى الى إتلاف صناديق احتواء النفايات المنزلية التي كانت مدفونة تحت الأكوام مما أجبرهم إلى رمي نفاياتهم بأرصفة الشوارع. ولا يرجع تاريخ رفع النفايات المنزلية على مستوى مدينة تيزي وزو إلى اليوم ولكن يعود إلى ديسمبر 2011 تاريخ انتهاء عقد مؤسسة (كروم) التي كانت تتكفل بتسيير النفايات المنزلية للمدينة الجديدة. وتفاقمت الوضعية حول هذا المشكل في مارس الماضي عندما رفضت الصفقة بين بلدية تيزي وزو ومؤسسة أجنبية بسبب ارتفاع مبلغ الصفقة إلى 570 مليون دج والذي يجب أن يكون من اختصاص اللجنة الوطنية للصفقات العمومية حسبما أفاد مصدر من مديرية البيئة بالولاية. ولم يتردد السكان يوما عن تلبية نداءات السلطات العمومية للتطوع من أجل تنظيف المدينة غير أنهم نبهوها بأن الحملات التطوعية ليست الحل لهذا المشكل الذي يبقى من اختصاص البلدية وهي الجهة المعنية للتكفل به نهائيا.