لا تزال الأسر الجزائرية تحتفل بأيام العيد الفطر المبارك والذي سيستمر حسبهم إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري بعد صيام شهر رمضان الذي تميز بحرارته العالية، وفي جو حميمي بين أفراد العائلة أدى المسلمون كلهم صلاة العيد حيث اجتمع لصلاتها الآلاف من الناس من كل منطقة لتليها التهاني بين الأهل والأحباب، وقد اختلفت آراء المواطنين حول الأماكن التي تقضي فيها العيد فالبعض منهم لم يغادر البيت نتيجة الحرارة المرتفعة واستحالة الخروج مشيا على الأقدام من أجل التغافر والبعض الآخر فضل التسابق لربح الأجر في هذا اليوم المميز يحدث هذا في الوقت الذي فضل فيه الكثير من أرباب العائلة التوجه بأبنائهم إلى الحدائق العمومية والغابات والتمتع بالاخضرار والجلوس تحت ظلال الأشجار، أما آخرون فقد فضلوا التوجه مباشرة إلى البحر وتناول المرطبات وتعويض الأيام السابقة التي حرمتهم من البحر بسبب الصيام. ونحن نعيش أيام عيد الفطر المبارك أين لا تزال العائلات تتبادل الزيارات فيما بينها والتي من شأنها أن تبعث روح التسامح والتآخي فيما بينهم داعين الله عز وجل ان يتقبل منهم صيام شهر رمضان المعظم بصالح أعمالهم، وأثناء تواجدنا بالشارع لاحظنا ذلك التوافد الكبير للعائلات الجزائرية على البحر هروبا من حرارة الشمس واختناق الجو التي ميز الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل وحتى الأيام الاولى من العيد، أين سجلت معظم الشواطئ إقبالا كبيرا خاصة لفئة الأطفال والشباب للترويح عن أنفسهم من شدة الحر والاستمتاع بنسيم البحر، وفي هذا الشأن أجابنا السيد فيصل الذي كان متواجدا هناك بأن ارتفاع درجات الحرارة أجبرتهم على تعديل برنامج قضاء أولى أيام العيد أين يقول: (لقد اكتفيت أنا وأطفالي بالنزول إلى البحر القريب من سكني للاستمتاع بالجو ومداعبة الأمواج التي حرمنا منها طيلة أيام شهر رمضان الذي تزامن مع فصل الصيف الحار والاستمتاع بمتعة الصيد والسباحة خاصة وأنني في الأيام الأخيرة من عطلتي الصيفية التي لم يتبق منها سوى أيام قليلة للعودة إلى مزاولة العمل من جديد) والأمر نفسه بالنسبة لمجموعة من الأصدقاء الذين لمحناهم يلاعبون أمواج البحر الهادئة ويتمتعون بزرقته، أين صرحوا لنا أنهم فضلوا التوجه إلى البحر وتبادل أطراف الحديث مع بعضهم البعض والتنزه بالكرنيش بشاطئ الكيتاني بباب الواد وسط فرحة الأطفال وموسيقى الألعاب التي تسابق الأطفال إليها منذ أول يوم للعيد أين صنعت ديكورا جميلا بالمنطقة. يحدث هذا في الوقت الذي فضلت فيه بعض العائلات الأخرى قضاء عيد الفطر المبارك بين أحضان أسرهم واستقبال زوارهم وتبادل الزيارات لتوطيد العلاقات وغرس روح التسامح وحب الأهل وصلة الرحم لدى الأطفال الصغار لتوطيد الروابط الأسرية التي أخذت في الانحلال والاضمحلال نتيجة الانشغالات اللامتناهية للحياة أين صرحت لنا السيدة ليلى: (مثل هذه المناسبة هي الفرصة الحقيقية لنا لمحو الأخطاء المرتكبة والتسامح بين الأفراد داخل المجتمع ككل، فعيد الفطر يعني لي الكثير نتيجة الالتقاء مع أفراد العائلة) وكذلك هو الحال بالنسبة لزوجته السيدة نسيمة التي أكدت لنا على أنها تحرص كل عام وفي أي مناسبة على تبادل الزيارات في مثل هذا اليوم بالرغم من ارتفاع الحرارة التي جعلها أغلبية الناس سببا أو عائقا يثنيهم عن القيام بذلك، فالفرح لا يمكن أن يكتمل إلا في وجود الأسرة والعائلة الكبيرة التي نتشارك معها فرحة هذه المناسبة المباركة، فالحفاظ على مثل هذه العادات بالنسبة لي يعتبر جد ضروري من أجل توريثها للأجيال حتى لا تنقطع صلة الرحم، فبالرغم من اختلاف طرق وأماكن الاحتفال بعيد الفطر المبارك إلا أن الفرحة والعادات تبقى نفسها أين يحرص كل جزائري وكل مسلم على تأدية هذه العبادات على أتم وجه وبالإمكانيات المتوفرة كثيرة كانت أو قليلة.