أكّد علي فضل الله؛ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ونجلُ المرجع الشيعي الراحل العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أن (الموقف الشيعي في شكل عام رافض لأي ظلم في أي مكان، وهو مع العدل في كل مكان)، مضيفاً: (في كل سنة يحرص الشيعة على إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، وهذه الذكرى تذكِّرهم بوجوب الوقوف إلى جانب الحق ومواجهة أي ظلم؛ أكان قريباً أم بعيداً، ونحن ننطلق دائماً من الآية القرآنية التي تقول (ولا يجرمنَّكم شنآنُ قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، مشدداً على أن (سمة الإنسان العدل، كما أنّ الرسالات السموية أتت لتحقيق العدل، لذا لا يمكن لأي مسلم شيعي أن يكون مع الظالم أو يكون في موقع يخذل قضية عدل). أما بالنسبة إلى الموضوع السوري قال فضل الله، بحسب (الراية) الكويتية: (نحن أكدنا منذ البدء أننا مع قضايا الشعوب في المنطقة، نحن نؤيد حق الشعوب في الحصول على حريتها والتعبير عن ذاتها، وتلك كانت دعوتنا بالأصل، لكن الموضوع السوري لم يعد شأناً داخلياً فحسب، بل بات مرتبطاً بقضايا خارجية وكلٌ ينظر من زاويته إلى هذا الموضوع، نرفض القتل وندين أي مجرزة تقع من هنا أو هناك، ولا نقبل بأي ظلم يقع في الداخل السوري)، مضيفاً: (أما وأننا وقفنا مع النظام في موضوع مساعدته للبنان في مواجهة العدو الصهيوني وقدَّرنا موقفه، لكننا في الحوادث الأخيرة نأخذ الموقف الإيجابي الذي يأتي بالمصلحة للعرب والمسلمين، أن يطالب السوريون بحياة كريمة فتلك قضية حق نؤيد من يقوم بها. لكن في التفاصيل لا نؤيد بالمطلق ولا نرفض بالمطلق). ورأى أن ما يحصل في سوريا له بُعدٌ داخلي كبير، والدليل على ذلك الدم الذي يبذل في سبيله، مشيراً إلى أن (الساحة السورية كأي ساحة تداخلت فيها المصالح الإقليمية والدولية وباتت حلبة للصراع، وبذلك لم تعد قضية داخلية بحتة)، مؤكداً أنه (لا بد من إيجاد طريقة لوقف نزيف الدم، لاسيما أنه بات يأخذ منحى مذهبياً وطائفياً وله انعكاساته الداخلية والخارجية). واعتبر فضل الله أن (شظايا الحوادث السورية باتت تطاول لبنان)، داعياً إلى الوعي في هذه المرحلة، (لقد جربنا الخطف الذي لن يؤدي إلا الى الخطف المضاد من دون أن يحل المشكلة الأساس، يجب أن يكون هناك وعيٌ لمن يملك خطوط تداخل مع هذه الساحة للبحث عما لا يؤدي إلى انتقال سريع لهذه الظاهرة، فما حصل في الفترة القريبة يدفع إلى الخشية من انتقال الواقع السوري إلى الداخل اللبناني، لذا لا بد من دعوة الشعبين السوري واللبناني إلى الوعي).