يفاجأ الزائر لحوش سعدي يوسف، الذي يبعد عن مقر بلدية أولاد سلامة بولاية البليدة إلا ببضع الكيلومترات للوهلة الأولى من بعيد، بآثار وبقايا المساكن التي دمرها الإرهاب خلال سنوات الجمر وتتراءى له آثار مصنع الخمور الذي بني في عهد الاستعمار الذي لم يبق منه سوى مجرد حجارة متراصة فيما بينها آبى إلا أن تكون شاهدة على حقبة مضت عليها عشرات السنين. فالأوضاع المعيشية في الحوش لم يطرأ عليها أي تغيير و لا تزال بسيطة جدا مقارنة بالمناطق المجاورة لها، مما دفع بسكان الحوش إلى مطالبة السلطات المحلية بالتدخل لرفع الغبن عنهم عن طريق برمجة مشروع الصرف الصحي في الحوش، إذ لا يزال السكان يستخدمون الوسائل القديمة في تصريف المياه القذرة عن طريق حفر المطمورات التي أصبحت تهدد الوضع البيئي بالمنطقة والصحي للسكان، وهو الأمر الذي زاد وصعب حياتهم خصوصا وأن غالبية سكنات الحوش قديمة ولا تتوفر فيها أدنى شروط العيش الكريم، فغالبية سكان الحوش من ذوي الدخل الضعيف الذي يعانون يوميا مرارة العيش الصعب. وفي ذات السياق يطالب السكان بضرورة ربط منازلهم بغاز المدينة لتجنيبهم عناء جلب قارورات غاز البوتان لمسافات طويلة التي أثقلت كاهلهم وأعيت جيوبهم بمصاريفها المتكررة. إذ بذلك يأمل هؤلاء السكان في أن تلتفت السلطات المحلية إلى مشاكلهم بتوفير شروط العيش الكريم بعد خمسين سنة من الاستقلال.