يعاني موطنو بلدية الأبيار من الوضعية المزرية والتسيب والإهمال الذي بات سيد الموقف في الملحقة الصحية التابعة للعيادة متعددة الاختصاصات الموجودة على مستوى ذات البلدية، حيث أبدى هؤلاء استياءهم وامتعاضهم الشديدين اتجاه سياسة التجاهل واللامبالاة من طرف بعض القائمين على هذا القطاع. وأكد لنا هؤلاء السكان أن تلك المصلحة تقدم خدمات بمستوى متدن نظرا لتماطل بعض عمالها من أطباءٍ وممرضين واستعمالهم لأساليب العنف وعدم احترامهم لمشاعر المرضى، ناهيك عن النقص الفادح الذي تسجله ذات المصلحة فيما يخص المستلزمات الطبية، ما يجبر هؤلاء على القيام بشراء ما يحتاجه إليهم مرضاهم في كل مرة يقومون بزيارة المصلحة، من قطن وحقن وغيرها من الأدوية التي تستعمل في العلاجات الأولية. وما زاد من تذمر هؤلاء هو ما تتعرض له نساؤهم أثناء اقتراب فترة تلقيح الأطفال، حيث يجدن أنفسهن في رحلة ذهاب وإياب يوميا بسبب غياب الأطباء الذي يتكرر يوميا، مما يجعل الأمهات مضطرات للعودة إلى منازلهن لتكرار عملية الذهاب في اليوم الموالي من أجل تلقيح أطفالهن، وفي ظل استمرار سيناريو غياب الأطباء تلجأ الأمهات إلى العيادات الخاصة لتلقيح أبنائهن تخوفا من تعرضهم لأخطار الأمراض في حالة تعطل العملية. ذات الإشكال يلحق بالأشخاص الذين يقصدون الملحقة الصحية لتلقي الحقن أو المعالجة، وتتأزم الأوضاع المزرية التي يسببها الإهمال والتسيب في الحالات الاستعجالية حيث يجد هؤلاء المرضى أنفسهم مجبرين على تحمل غطرسة الكثير من عمال المصحة من الطبيب إلى غاية أعوان الأمن ليزيده هما على همِّ مرضه وأوجاع جسده، دون أن يعير هؤلاء أي اعتبار للحالة النفسية التي يمكن أن يتواجد عليها شخصٌ يصارع الموت، حيث أكد لنا هؤلاء المتضررون من تدني مستوى الخدمات أن تلك المصلحة أصبحت تثير مخاوفهم أكثر من إصابتهم بالأمراض. وقد وجَّه هؤلاء المواطنون أصابع الاتهام فيما يخص التسيب والإهمال الذي أصبح يؤرقهم إلى غياب الرقابة من طرف وزارة الصحة على المستشفيات والعيادات والمستوصفات، مما يجعل بعض العاملين في هذه المصالح يمارسون كل أنواع الإهمال، التي يذهب ضحيتَها المواطن البسيط الذي لاحول ولا قوة له ليضطر لتحمل تلك التصرفات والخضوع للانتظار وقبول الوضع مقابل حصوله على فحص يكون في غالب الأحيان سطحياً ولا يجدي للمريض نفعا. كما طالب هؤلاء السلطات الوصية والمعنية بقطاع الصحة العمل على مراقبة تصرفات الأطباء والممرضين وفتح تحقيق حول النقص الفادح الذي تشهده تلك الملحقة فيما يخص المستلزمات الطبية، ولا يقتصر تسليط المراقبة على هذه المصلحة فقط بل على كل القطاعات باعتبارها أضحت معروفة بتماطلها وتسيبها في ظل انعدام الضمير المهني.