تعرض عدد من سكان الحي الجديد عين الماحلة بعين النعجة، لا سيما من المرحلين الجدد إلى السكنات الاجتماعية بالحي سالف الذكر، إلى عمليات سرقة، منها ما وقع في وضح النهار، خصوصا بالنسبة للقاطنين في الطوابق الأولى لبعض العمارات، وهو ما جعل عددا من السكان يعيشون حالة رعب حقيقية، ومنهم من اتجه إلى إقامة قضبان حديدية على النوافذ والشرفات الموجودة في شقته، بالإضافة إلى وضع باب حديدي خارجي عدا الباب الأصلي المخصص للشقة. إحدى السيدات التي كانت قد استفادت من سكن اجتماعي قبل نحو 3 أشهر، كانت أولى من اشتكت من حالة اللاأمن التي يعرفها الحي، وقالت في حديثها ل(أخبار اليوم) باستياء وتذمر كبيرين، إن لصا تسلل إلى منزلها وهي تقطن في الطابق الثاني، ولكنه عندما شعر بوجود أهل البيت الذين كانوا وقتها يقضون القيلولة، حيث كانت برفقة أطفالها الثلاثة الصغار، خرج مسرعا، وقد استيقظت على أصوات حركة غريبة في المنزل، وقالت إنها شاهدته بأم عينيها يقفز من شرفة المطبخ إلى الشارع. وقالت نفس السيدة، إنها لم تكن تريد إقامة قضبان حديدية على نوافذ منزلها، خاصة أنها تقطن في الطابق الثاني، وهي تنزعج كثيرا من النوافذ أو الشرفات التي يتم إحاطتها بالقضبان الحديدية، ولطالما تمنت نوافذ وشرفات مفتوحة ولكن حالة اللاأمن واللااستقرار فرضت عليها إقامة تلك القضبان الحديدية، رغم تكلفتها المرتفعة، لا سيما مع ازدياد الطلب عليها من قبل سكان الحي، الذين صاروا يتهافتون على اقتنائها من أجل تسييج نوافذ منازلهم. وليست حوادث السرقة هي الوحيدة التي أرقت سكان حي عين الماحلة الجديد بعني النعجة، وإنما حتى الاعتداء على حرمة المنازل، عبر رشق نوافذ العديد من السكان بالحجارة، وهو ما يمكن ملاحظته على مستوى عدة شقق بالطوابق السفلية لعدد من عمارات الحي المذكور، وهي الحوادث التي تتكرر في كل مرة، تحدث فيها مناوشات وصراعات ما بين بعض الشبان من الأحياء المختلفة التي قدم منها هؤلاء رلى هذا الحي بالذات، حيث تحاول كل فئة إحكام سيطرتها على الحي، وكانت حوادث واعتداءات عدة وقعت، وصلت إلى حد المشاجرات بالأسلحة البيضاء من السيوف والخناجر، وشهدت تدخل قوات مكافحة الشغب في مرات كثيرة، ولا يعود الهدوء إلى الحي إلا لتندلع من جديد مناوشات أخرى، بسبب خلاف بين بعض الشبان، أو معاكسة إحدى الفتيات، وغيرها من الأسباب التي تكون فتيلا لاشتعال مواجهات عنيفة. ويطالب سكان حي عين المالحة الذين سئموا من هذه الوضعية، السلطات المعنية، بضرورة إيجاد حل عاجل لحالة اللاأمن التي انتشرت في الحي، وكذا حوادث السرقة والاعتداءات، وتكثيف دوريات المراقبة الأمنية في الحي، وغيرها من الإجراءات التي من شأنها أن تعيد الأمان للسكان، وتجعلهم يستمتعون بمنازلهم الجديدة، التي لا زالوا لم يهنأوا بها منذ أن رحلوا إليها قبل قرابة العام.