أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون أمس الثلاثاء أن المبعوث العربي والدولي الجديد إلى سوريا، الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته لدمشق. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي في برن إن (الممثّل الخاص الإبراهيمي سيعقد قريبا اجتماعا مع السلطات السورية بما في ذلك الرئيس الأسد، وقد آن أن أجري اتّصالات مع جهات معنية رئيسية)، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل حول الزيارة المنتظرة. صرّح الإبراهيمي بأن مهمّته (صعبة للغاية) وقال إنه سيتوجّه إلى دمشق خلال الأيّام القليلة المقبلة للقاء مسؤولين سوريين، غير أنه لم يوضّح إذا ما كان سيلتقي الأسد. إلاّ أن التوقّعات بأن يحقّق الإبراهيمي نجاحا أكبر من عنان ضعيفة، وصرّح الاثنين بأنه لا يمكن توقّع المعجزات، إلاّ أنه أن أقرّ الثلاثاء بأنه يفهم شعور البعض بالإحباط بسبب شلل مجلس الأمن الدولي في التعامل مع الأزمة المتصاعدة في سوريا، وقال: (رغم أننا ربما نشعر بالإحباط والانزعاج من عدم قدرتنا على التعامل مع الوضع في سوريا التي وصلت فيها الأوضاع إلى درجة لا تحتمل، إلاّ أنه يجب أن لا نبالغ في التشاؤم حيال قوة والتزام المجتمع الدولي خاصّة المنظمات الدولية). وأعلن نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أن اجتماعاً ثلاثياً يعقد اليوم الأربعاء يضمّ وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم واإبراهيمي والعربي في مقرّ الجامعة لبحث الأوضاع السورية والتحرّك الذي سيقوم به الإبراهيمي في الأيّام المقبلة. وكان العربي جدّد التأييد لمهمة الإبراهيمي، وقال عقب اجتماعه معه أمس بمقرّ الجامعة إنه أعرب له عن تقديره وشكره الجزيل على قبول (المهمّة التي نعرف جميعا أنها ليست سهلة، بل شبه مستحيلة). وأوضح العربي أن المهمّة الآن هي إيجاد مخرج لما يدور في سوريا، مشدّدا على أن الحالة تتحوّل من سيّئ إلى أسوأ. وقال العربي إن مهمّة الإبراهيمي صعبة لكن الظروف متغيّرة، وهو لديه أفكار للاتّصال بالأطراف وإيجاد منحى جديد يؤدّي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وكشف أنه يعتزم إقامة مكتب برئاسة شخصية دولية لها كفاءة (الديبلوماسي المغربي الأصل مختار لماني) في دمشق بصفة دائمة، حيث يستطيع أن يجري اتّصالات مع كل أطراف الأزمة. من جهة أخرى، قال السفير التركي في مصر حسين عوني إن بلاده تأمل في نجاح مهمّة الإبراهيمي ومستعدّة لتقديم كلّ ما يحتاج إليه لنجاح مهمّته بالتنسيق مع مصر والدول المعنية في المنطقة، وأعلن عقب لقائه أمس مع العربي في مقرّ الجامعة عن دعم وتأييد بلاده للمبادرة التي تقدّم بها الرئيس المصري لعمل المجموعة الرّباعية. وإلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن اجتماع مساعدي وزراء خارجية تركيا، إيران، السعودية ومصر (أطراف المبادرة الرّباعية) بالقاهرة أمس تناول وجهات النّظر حول تطورات الأوضاع في سوريا. وأفادت الخارجية -في بيان- بأن هذا الاجتماع يأتي تفعيلاً للمبادرة التي أطلقها الرئيس مرسي بشأن الأزمة السورية والهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا ووضع حدّ لمعاناة الشعب السورى وإيقاف نزيف الدم من خلال إطلاق عملية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرّية والكرامة والانتقال لمجتمع ديموقراطي تعدّدي. وصرّح رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية في القاهرة السفير مجتبي اماني بأن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير ترأس وفد الجمهورية الإيرانية في اجتماع لجنة الاتّصال الرّباعية الخاصّة بالأزمة السورية، والذي شرح الموقف الإيراني من الأزمة. ولم تشارك الجامعة في الاجتماع الرّباعي، وأوضح مصدر ديبلوماسي عربي أنه لا علاقة لمبادرة الإبراهيمي بما هو مطروح في الاجتماع الرّباعي.