أعلنت بريطانيا أنها قد تقوم بسحب قواتها من أفغانستان بشكل أسرع مما هو مقرر، خلال العام المقبل، مرجعة ذلك إلى ما وصفته ب"تحسن الأداء الأمني للقوات الأفغانية". وقال وزير الدفاع البريطاني فليب هاموند في تصريحات لصحيفة "غارديان" البريطانية "إن الرسالة التي تلقاها من العسكريين البريطانيين هي أنه يمكن سحب عدد أكبر مما كان مخططا له خلال العام المقبل". وأشار هاموند إلى أن العسكريين كانوا يرون قبل ستة شهور الإبقاء على مستوى عال من القوات لأطول وقت ممكن, ولكنهم أعادوا تقييم حجم القوات التي يجب البقاء عليها كي تساعد القوات الأفغانية على قتال حركة طالبان، مشيرا إلى أن تحسن الأداء الأمني للقوات الأفغانية في مواجهة طالبان في هلمند وغيرها، هو ما شجع على إعادة التفكير نحو مزيد من المرونة في سحب القوات. وقال "إن تنظيم القاعدة أُزيح من أفغانستان, ولذلك لم يعد هناك داع لتعريض الجنود البريطانيين للخطر"، مشيرا إلى أن القوات البريطانية لم تأت إلى أفغانستان لهزيمة ما اسماه "التمرد"، ولكن لمنع "الإرهابيين" من أن يجدوا مجددا موطء قدم لهم في أفغانستان. وتأتي هذه التصريحات خلال زيارته معسكر "باستيون" للقوات البريطانية في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان. وقالت الصحيفة "إن الوزير هاموند لم يقدم تفاصيل ولم يعلن عن قرارات, بيد أن تصريحاته تشكل أول اعتراف من الحكومة البريطانية بأنها قد تسرّع بشكل ملحوظ وتيرة سحب قواتها من أفغانستان العام القادم بدل الانتظار حتى عام 2014"، وأضافت أن هذا يعني أنه قد يتم العام القادم سحب بضعة آلاف من الجنود فوق العدد المخطط له. يشار إلى أن هناك حاليا 9500 جندي بريطاني بأفغانستان، وبذلك فهي ثاني دولة بعد الولاياتالمتحدة من حيث عدد الجنود ضمن قوات الاحتلال في أفغانستان، ومن المقرر أن تسحب بريطانيا هذا العام خمسمائة جندي لينخفض عدد جنودها هناك إلى تسعة آلاف. من جهة أخرى، قال مسؤولون أمريكيون إن اثنين من جنود مشاة البحرية الأمريكية قتلا كما اصيب جنديان أمريكيان آخران الجمعة خلال هجوم لطالبان على قاعدة بجنوب أفغانستان يتواجد بها الأمير هاري. وقال متحدث باسم القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في افغانستان ان الامير هاري كان موجودا في القاعدة وقت الهجوم ولكنه لم يُصب بأذى. وقال المتحدث مارتين كرايتون إن "الامير هاري لم يتعرض لأي خط". واضاف ان قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف الاطلسي (ايساف) ستجري تحقيقا فيما اذا كان وجوده في القاعدة قد دفع إلى شن هذا الهجوم. وقال المسؤولون الأمريكيون لرويترز شريطة عدم نشر اسمائهم ان المسلحي طالبان استخدموا في الهجوم قذائف صاروخية ومورتر ونيران اسلحة صغيرة مع اختراقهم محيط كامب باستيون في اقليم هلمند المضطرب. وقالت طالبان في وقت سابق من الاسبوع الجاري انها تفعل كل ما في وسعها لقتل أو خطف الامير هاري في اطار ما وصفته ب(عمليات هاري). وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن تقريرا مبدئيا قدر بان خمسة امريكيين اصيبوا ولكنه اضاف انه لم يعرف حجم اصاباتهم. وقال المسؤول ان هذا ليس سوى تقرير مبدئي وان العدد قد يتغير. وقال كرايتون ان الهجوم وقع فيما بين الساعة التاسعة مساء ومنتصف ليل الجمعة وان قوات ايساف مازالت تؤمن المنطقة الواقعة حول كامب باستيون.