تسعى الولايات المتّحدة إلى تعزيز أمن بعثاتها الدبلوماسية في العالم العربي والإسلامي في مواجهة أعمال العنف المناهضة للأمريكيين وبعد الهجوم على قنصليتها في بنغازي الذي شنّت عملية مطاردة لمرتكبيه. فبعد أربعة أيّام من الصدامات أمام سفاراتها في البلدان العربية أعلنت واشنطن التي ما زالت تحت وقع صدمة مقتل سفيرها في ليبيا، الجمعة، أنها (تعمل مع حكومات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتحسين أمن جميع بعثاتها الدبلوماسية والردّ بفعالية على أعمال العنف). وشرعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وأجهزة الاستخبارات في ملاحقة منفّذي هجوم بنغازي، كما كشف أحد المسؤولين لوكالة (فرانس برس). وأشار هذا المسؤول إلى اللّجوء إلى أسلحة عالية التكنولوجيا ومعدّات مراقبة حديثة جدّا وحتى طائرات دون طيّار سبق وأن استخدمت في أفغانستان وباكستان واليمن أو الصومال. وكان الرئيس باراك أوباما في غاية الوضوح بعد اعتداء بنغازي عندما قال: (أريد أن يسمعني النّاس في العالم أجمع، إلى الذين يقومون بإيذائنا: لن يمرّ أيّ عمل إرهابي دون عقاب). وفي بنغازي لم يبق أيّ أمريكي فيما الوجود الأمريكي يقتصر على الحد الأدنى في طرابلس. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت الخميس عن (تدابير إضافية لحماية السفارات والقنصليات والمواطنين الأمريكيين في كلّ مكان في العالم). وصرّح مسؤول كبير في وزارة الخارجية بأن التظاهرات والهجمات على البعثات الدبلوماسية الأمريكية في البلدان العربية والإسلامية (تراقب بأكبر قدر من الانتباه)، خصوصا في تونس والسودان واليمن. في تونس قُتل متظاهران بالرّصاص أثناء صدامات عنيفة في محيط السفارة الأمريكية، بينما لقي متظاهران حتفهما أيضا في الخرطوم. كذلك تعرّضت سفارتا ألمانيا وبريطانيا لهجمات. ورحّبت المتحدّثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند ب (الردّ الحازم لقوات الأمن التونسية)، وأعربت عن ارتياحها لتعامل (ليبيا وتونس ومصر مع الوضع بجدّية كبيرة وتعاونها التام معنا). وفي السودان ناشد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره علي عثمان طه حماية الدبلوماسيين، أمّا بالنّسبة إلى اليمن فقد أرسل (البنتاغون) فريقا من المارينز إلى هذا البلد. وبعد الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية في يوم الذّكرى الحادية عشر لاعتداءات 11 سبتمبر 2001، أمرت الولايات المتّحدة ب (مراجعة) التدابير الامنية في جميع مراكزها الدبلوماسية والقنصلية. وعندما سُئلت عن حالة قنصلية بنغازي أجابت نولاند (إن التدابير الأمنية لكلّ بعثة دبلوماسية تمّت مراجعتها قبل ذكرى 11سبتمبر). وقالت المتحدّثة (إن البروتوكولات الزمنية تراجع بشكل مستمرّ، ولا ننتهي من التعلّم خصوصا منذ الاعتداءات المأساوية على سفارتينا في كينيا وتنزانيا) في 1998. وذكرت نولاند أن الأمن خارج السفارات هو من مسؤولية (الحكومات المضيفة وفقا لاتفاقية فيينا). أمّا الأمريكيون فهم مكلّفون بضمان أمنهم في داخل حرم بعثاتهم الدبلوماسية والقنصلية، لكن بعض أعضاء مجلس الشيوخ طالبوا وزيرة الخارجية بإجراء تحقيق كامل حول البروتوكولات الأمنية لأوّل شبكة دبلوماسية في العالم. ورأى السفير الأمريكي السابق في زيمبابوي توم ماكدونالد أن لا داعي لانتقاد هذا المستوى الأمني مع أنه يتوقّع (تدابير أمنية معزّزة لجميع السفارات في العالم وحتى إغلاق بعضها ريثما تهدأ الأمور).