تواصل المظاهرات ضد الفيلم المسيء وواشنطن ترسل المارينز لحماية سفاراتها بعواصم عربية اعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن اتخاذ تدابير لتعزيز أمن بعثاتها الدبلوماسية في العالم العربي والإسلامي تحسبا لتصاعد الاحتجاجات للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولاياتالمتحدة، كما شرعت الأجهزة الأمنية الأمريكية في ملاحقة منفذي هجوم بنغازي الذي راح ضحيته أربعة أمريكيين منهم السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز، وقالت الإدارة الامريكية أنها أرسلت وحدات من قوات البحرية "مارينز" إلى كل من ليبيا وصنعاء والسودان لتوفير الحماية لبعثاتها الدبلوماسية هناك. وبعد اربعة ايام من المظاهرات والصدامات امام سفاراتها في البلدان العربية، أكدت واشنطن انها تعمل مع حكومات الشرق الاوسط وشمال افريقيا "لتحسين امن جميع بعثاتها الدبلوماسية والرد بفعالية على اعمال العنف"، وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت الخميس الماضي عن تدابير اضافية لحماية السفارات والقنصليات والمواطنين الامريكيين في كل مكان في العالم، وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية ان التظاهرات والهجمات على البعثات الدبلوماسية الامريكية في البلدان العربية والإسلامية "تراقب بأكبر قدر من الانتباه" خصوصا في تونس والسودان واليمن، فيما "رحبت" المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بما وصفته الرد الحازم لقوات الامن التونسية" وأعربت عن ارتياحها لتعامل ليبيا وتونس ومصر مع الوضع بجدية كبيرة وتعاونها التام مع واشنطن، وذلك فيما استمرت أمس السبت المظاهرات الاحتجاجية في عدة أنحاء من العالم، ومنها تركيا التي نظمت فيها احزاب تظاهرات وسط إسطنبول الليلة الماضية والتي شارك فيها ما يقارب خمسة آلاف مواطن، حيث اعتبر المتظاهرون الفيلم المسيء "عملا حقيرا" مطالبين الحكومة التركية بطرد السفير الأمريكي وإغلاق القواعد الأمريكية فى تركيا، وأحرق المحتجون أعلام كل من إسرائيل، أمريكا وبريطانيا، كما امتدت المظاهرات إلى أستراليا، حيث احتج المئات بعنف أمس السبت أمام القنصلية الأمريكية في سيدني، ورشقوا المبنى بزجاجات وأحذية، ورفع المتظاهرون وبينهم أطفال لافتات، تدعو إلى "قطع رأس الذين يهينون الرسول" ورددوا هتاف "تسقط الولاياتالمتحدةالأمريكية"، واشتبكوا، فيما أعلنت السفارة الأمريكية في صنعاء وقف خدماتها القنصلية أمس معتصاعد الاحتجاجات أمام مقرها وحذرت السفارة في بيان لها، الرعايا الأمريكيين من الاقتراب من محيطهاوقالت أن الوضع الأمني لا يزال غير مستقر، فيماسحبت جماعة الاخوان المسلمين في مصر دعوتها الى التظاهر بعدصلاة الجمعة في كل انحاء البلاد احتجاجا علىالفيلم المسيء للإسلام الذي انتج في الولاياتالمتحدة مؤكدة انها لن تنظم سوى تجمع "رمزي" في القاهرة، وقال الامين العام للجماعة محمود حسين في بيان أنه "نظرا لتطور الأحداث في اليومين الماضيين فقد قررت الجماعة المشاركة في ميدان التحرير بشكل رمزي فقط حتى لا يستثمر المكان في التعدي على الممتلكات أو حدوث جرحى أو قتلى كما حدث في عدة مرات سابقة" . وفي سياق متصل بالحادث الأخطر خلال هذه الاحتجاجات والذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي ودبلوماسيين آخرين في بنغازي، قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف أمس السبت في تصريح لوكالة فرانس برس أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي كان "مدبرا ومخططا له". وأوضح أنه لم تكن هناك مظاهرة سلمية انقلبت الى عمل مسلح أوعدوان، وهو ما يؤكد حسبه أن "الامر كان مدبرا ومخططا له للوصول إلى هدف معين"، مذكرا بأن الهجوم جاء في توقيت 11 سبتمبر وهو تاريخ هجمات القاعدة على الولاياتالمتحدة في 2001، وفي هذا الإتجاه ذكر مركز أمريكي متخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية، ان تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" اعلن ان الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي هو انتقام لمقتل "أبو يحيى الليبي" وهو الرجل الثاني في قيادةتنظيم القاعدة، ولم يتبن التنظيم بشكل مباشر الهجوم الذي تزامن مع ذكرى 11 سبتمبر وأدى الى مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير لدى ليبيا كريس ستيفنزمساء الثلاثاء الماضي. من جهة أخرى، رفضت شركة "غوغل" طلبا من البيت الأبيض الجمعة لإعادة النظرفي قرارها بالإبقاء على مقطع من الفيلم الذي أثار احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وقالت غوغل انها فرضت رقابة على الفيلم في الهند و اندونيسيا بعد حجبه يوم الاربعاءفي مصر وليبيا حيث اقتحم محتجون غاضبون من الفيلم سفارتي الولاياتالمتحدةفي البلدين.