واجه الكل أزمة اختناق حادة خلال الأسبوع الفارط تزامنا مع الدخول المدرسي والاجتماعي بوجه عام، وهي الأزمة التي قلت حدتها في شهر رمضان ببعض النواحي وحتى بعده، إلا أن تحيّن الدخول المدرسي وعودة العمال وكذا الطلبة أعاد مشاهد الاختناق إلى طرقات العاصمة ومخارجها منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر، الأمر الذي أزعج الكل وجعلهم يغادرون منازلهم في وجه الفجر لتفادي الاختناق. الخروج بعد الثامنة يعني المكوث لساعات في الطرقات السريعة التي لم تسلم هي الأخرى من شدة الازدحام أما داخل المدن فحدث ولا حرج، وبات الاختناق المروري الشبح الذي يطارد الكل ويجلب لهم الانزعاج على مر الوقت كونه مرادفا لتضييع الوقت واستغراق وقت زمني طويل في الازدحام، وفر منه البعض بإيجاد حلول متنوعة تقيهم من المكوث لساعات في تلك الطوابير الطويلة على غرار الخروج المبكر من بيوتهم لاسيما هؤلاء الذين تبعد مقرات عملهم عن سكناهم، بحيث فضلوا المراهنة بساعات النوم في سبيل اللحاق بمقرات عملهم وتفادي الازدحام الجالب للقلق والتوتر والتعب. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم بعد أن أبانوا استيائهم من عودة شبح الازدحام بعد راحتهم منه خلال موسم الصيف والعطل وما فتئوا أن عادوا إليه في هذه الآونة، وأجمع الكل على تبيين ضجرهم من نفس المشكل المتكرر مع بداية الدخول الاجتماعي والذي سيستمر دون شك لشهور، الأمر الذي أدى بهم إلى انتهاج طرق وحلول للقفز من ذلك المشكل، وعمد الكل على الخروج المبكر من بيوتهم تزامنا مع ساعات الفجر خاصة وأن وسائل النقل باتت تنطلق مبكرا في عملها تجنبا للازدحام وحتى النسوة تحدين الظلام وأبين إلا الخروج مبكرا للبحث عن مصادر استرزاقهن منهن السيدة حفصة تعمل كمنظفة بإحدى المؤسسات العمومية قالت إن طبيعة شغلها تحتم عليها الدخول مبكرا إلى العمل من أجل تهيئة المكاتب وتنظيفها وعليها اللحاق على الساعة السابعة صباحا الأمر الذي أجبرها على النهوض والخروج من المنزل حوالي الرابعة والنصف صباحا، وعلى الرغم من المشقة إلا أنها ترى أن ذلك أحسن بكثير من تضييع الوقت في الازدحام وتعطلها عن اللحاق بعملها وضمنت بتلك الوتيرة الوصول مبكرا إلى العمل وأحيانا قبل موعد الدخول الرسمي بكثير.