خصصت مجلة (تيتانيك) الألمانية الشهرية الساخرة عددها لشهر أكتوبر القادم لنشر رسوم ساخرة من الإسلام والرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم- بعد الانتقادات التي وجهت للمجلة (شارلي إيبدو) الفرنسية. ونشرت النسخة الألمانية من صحيفة (فايننشال تايمز) صورة الغلاف القادم لتيتانيك، وعليها فارس عربي ملتحٍ على رأسه عمامة وبيده سيف، وهو يحتضن بيتينا فولف قرينة الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف. وأكدت المجلة الألمانية أنها ستنشر هذه الرسوم في عددها القادم الذي سيصدر في 28 من الشهر الجاري، للتعبير عن (تضامنها) مع مجلة (شارلي إيبدو) التي أثارت رسومها انتقادات فرنسية وإسلامية ودولية واسعة. وأكد ليو فيشر رئيس تحرير المجلة أن رسوم المجلة الفرنسية تمثل (ردا حقيقيا على الاحتجاجات غير المتصوَّرة" في العالم الإسلامي ضد الفيلم المسيء، وأضاف (السخرية مشروعة وبلا حدود، ولا أفهم اتهامنا بأن عددنا القادم سيزيد حدة الاحتجاجات الحالية؟!). ومن جانبها أكدت زابينا شيفر مديرة معهد المسؤولية الإعلامية أنه لا يمكن لأي جهة سياسية منع (تيتانيك) من نشر رسومها بسبب استقلالية وسائل الإعلام في ألمانيا وبُعدها عن تأثير السياسة. وقالت شيفر ل(الجزيرة نت) (إن مسلمي ألمانيا يمكنهم الادعاء على مجلة تيتانيك أمام قضاء البلاد بتهمة التحريض العرقي غير أن فرص كسب هذه الدعوى تبدو ضئيلة)، وبررت ذلك بأن القضاء الأوروبي لا يعطي قيمة تُذكر لجرح مشاعر طائفة دينية، ولفتت إلى أن الفقرة المتعلقة بسبِّ الذات الإلهية أو الإساءة إلى الأديان بالمادة 166 من قانون العقوبات الألماني لم تُطبق أبدا فيما مضى. وقد قررت الحكومة الألمانية إغلاق سفاراتها في عدد كبير من الدول الإسلامية وإبقاء موظفيها بمنازلهم أمس الجمعة بسبب توقعها حدوث أعمال عنف ضد هذه السفارات في مظاهرات جرت أمامها في دول إسلامية. وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله قد أكد أن حرية الرأي والمسؤولية وجهان لعملة واحدة، وأن (حرية الرأي لا تعني إهانة أصحاب العقائد الأخرى وسبهم وجرح مشاعرهم). يذكر أن المجلة الألمانية قد تراجعت فيما يشبه الاعتذار عن نشرها في عدد جويلية الماضي رسوما سخرت من بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر برسوم تحمل عبارات ذات مدلولات جنسية مسيئة، وتراجع بابا روما بعد ذلك عن المضيِّ قدما في دعوى رفعها ضد المجلة التي نشرت على غلاف عددها الشهر الماضي صورة للبابا وكتبت تحتها (البابا نظيف ولا داعي لمقاضاتنا). من جهة أخرى، أرجأت ألمانيا في اللحظة الأخيرة حملة ملصقات تعلن عن خط ساخن يهدف إلى مواجهة ما تسميه ب(الاسلام المتطرف). وكان من المقرر أن توضع الملصقات في مدن ألمانية بها أعداد كبيرة من السكان المهاجرين بدءا من أمس الجمعة. وكانت الملصقات موجهة إلى من يشتبهون في أن صديقا أو فردا من عائلة ربما ينجرف نحو ما يسمى (الإسلام المتطرف) وفقا لرويترز. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية (مع كل ما يحدث الآن نخشى ألاَّ يحتاج الأمر لكثير من العناء لتفجير أعمال عنف لها دوافع دينية). وأضاف (نحن نتحدث تحديدا عن أفراد متعصبين يمكن أن يستخدموا الأحداث التي يرونها تخويفاً من الإسلام كفرصة للقيام بعمل). وقال المتحدث إن الوزارة ليس لديها ما يدعو للاعتقاد أن مثل هذا الهجوم وشيك.