يعاني سكان الحي القصديري بحي (السليبة) التابع لبلدية براقيبالجزائر العاصمة، من مشاكل عديدة حوّلت يومياتهم إلى واقع مرّ، حيث تعيش ما يقارب 50عائلة وسط ظروف كارثية يتكبد عناءَها الصغيرُ منهم والكبير، فالبيوت القصديرية الهشة التي تنعدم فيها أدنى الشروط الضرورية للحياة الكريمة هي الملجأ الوحيد لهم في ظل غياب بديل أفضل، انعدام التهيئة والأوساخ وغياب المتطلبات الضرورية هي عناوين لمعاناة حقيقية لهؤلاء السكان في ظل تعنت السلطات المحلية في حقهم، في الوقت الذي لا يزال مشروع رئيس الجمهورية الهادف إلى القضاء النهائي على الأحياء القصديرية رهن الإنجاز في العديد من بلديات ولاية الجزائر والولايات الأخرى عبر كامل التراب الوطني، وكذا وجود عدد من المساكنالجديدة التي انتهت بها عملية الأشغال ولم يتم توزيعها بعد لأسباب عديدة من بينها المعارضة الشديدة التي تواجه السلطات المحلية من السكان كون عدد الطلبات يفوق عدد السكنات المتوفرة. ويبقى بذلك سكان البيوت القصديرية بحي (السليبة) يعانون ظروفاً معيشية قاسية وتحت تهديد فيضان الوادي الذي لا يبعد عن التجمع السكاني إلا ببضع كيلومترات، تستمر معاناة هؤلاء العزل منذ سنوات طويلة، وأمام تجاهل السلطات المحلية لهم، إذ أن أغلبية السكان الذين يقطنون بهذا الحي القصديري هم من السكان الذين جاءوا من مختلف مناطق الولاية التي عانت خلال العشرية السوداء ويلات الإرهاب، وهروبا من الظروف المعيشية القاسية التي كانوا يتكبدونها نتيجة غياب اللاأمن، حيث يقيمون في هذه البيوت التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء منذ أكثر من 22 سنة. وبالرغم من أنهم قد تلقوا وعودا كثيرة من المسؤولين المحليين بحل مشكلهم من خلال ترحيلهم إلى مساكن لائقة، لكن انتظارهم قد طال ولم تتجسد تلك الوعود على أرض الواقع، فالزائر لهذا الحي الفوضوي يلاحظ من الوهلة الأولى مدى المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء، فظروف عيشهم قاسية، بيوت مبنية بالطوب والحجارة وحتى الزنك والقصدير عبر مساحات ضيقة، تنعدم فيها كل الشروط التي من شأنها أن توفر الحياة الكريمة للسكان من قنوات صرف المياه، بالإضافة إلى أكوام القمامات والأوساخ المنتشرة في كل مكان، حيث تأتي السيول بعد سقوط الأمطار إلى جرفها داخل مساكنهم، وقد عبّر سكان هذا الحي من خلال تصريحاتهم لنا عن غضبهم واستيائهم الشديدين من الوضعية الكارثية التي آلت إليها ظروفهم المعيشية، مؤكدين أن هذه السكنات لا تستجيب لأدنى شروط العيش. وفي نفس السياق أفادنا معظم هؤلاء الذين تحدثنا إليهم أنهم قاموا في العديد من المرات بمراسلة السلطات المعنية من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة، إلا أن هذه الأخيرة لم تول اهتماما كافيا لهذه القضية بالرغم من المآسي اليومية التي يعيشونها خاصة ونحن على مقربة من فصل الشتاء الذي لا تفصلنا عنه سوى أشهر معدودة، وهو الأمر الذي استغرب له السكان حسب ما أدلوا به لنا أثناء حديثنا معهم، وأضاف محدثونا أن السلطات المحلية أحصتهم سنة 2007 وأدرجتهم ضمن قائمة المستفدين من عمليات الترحيل وقامت بتقديم وعود تقضي بترحيلهم من تلك البيوت للقضاء على هذه المعاناة التي ظلت تلاحقهم إلى غاية يومنا هذا، إلا أن ملفاتهم لا تزال حبيسة الأدراج مع تبخر تلك الوعود مع الهواء. ونتيجة كل هذه الأوضاع، طالب سكان هذا الحي القصديري السلطات المحلية بالتدخل العاجل قصد تسوية وضعيتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة، وضرورة أخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار في أقرب الآجال وقبل تأزم الوضع أكثر.