يطالب سكان حي عناقرة ببلدية عين وسارة شمال ولاية الجلفة الذي يعتبر من بين الأحياء الشّعبية ذات الكثافة السُكانية بعد حي المحطة بالمدينة بالتّدخل العاجل للسُلطات المعنية من أجل انتشالهم من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها في ظل غياب أبسط ضروريات الحياة الكريمة، فالسكان يعانون الأمرّين بهذا الحي القصديري الذي يفتقر لشروط العيش الكريم وهم يطالبون بضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة توفر لهم حياة أفضل· ورغم الوعود التي أعطتها البلدية لسكان الحي بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، إلاّ أنّ هذه الوعود لم تجسّد على أرض الواقع لحد السّاعة· وفي هذا السّياق أعرب سكان الحي عن خطورة المباني التي يقيمون فيها والتي جعلت الكثير منهم يفضل المبيت خارجها لتفادي وقوع كوارث، خاصّة أنّ معظم المباني أصبحت هشّة وتتساقط بفعل عوامل الزمن والمؤثرات المناخية دون الحدّيث عن الوضعية خلال فصل الشّتاء، فالبيوت القصديرية الهشّة التي تنعدم فيها أدنى الشروط الضّرورية للحياة الكريمة هي الملجأ الوحيد لهم في ظل غياب بديل أفضل، حيث أنّ انعدام التهيئة والأوساخ والبطالة أصحبت هي العناوين البارزة لمعاناتهم في ظل تعنُت السلطات المحلية في حقهم، في الوقت الذي لا يزال مشروع رئيس الجمهورية الهادف إلى القضاء النهائي على الأحياء القصديرية رهن الإنجاز في العديد من بلديات ولاية الجلفة، وكذا وجود عدد من المساكن الجديدة التي لم يتم توزيعها لأسباب عديدة من بينها المعارضة الشديدة التي تواجه السلطات المحلية من السكان كون عدد الطلبات يفوق عدد السكنات المتوفرة، ويبقى بذلك سكان الحي القاطنون بالبيوت القصديرية والهشّة ببلدية عين وسارة يعانون ظروف معيشية قاسية تحت تهديد فيضان الوادي الذي لا يبعد عن تجمعاتهم السّكنية إلاّ بأمتار، أين تأتي السيول بعد سقوط الأمطار إلى جرفها داخل مساكنهم، حيث أكّد قاطنوا هذا الحي ل (أخبار اليوم) أنّ حيهم تضرر كثيرا من خلال الفيضانات التي اجتاحت الحي في المدة الأخيرة، وأكّد سكان الحي في ذات الشأن أنّهم يموتون ببطءٍ في وطن العزّة والكرامة، فهم مهدّدون بخطر سقوط مساكنهم الهشّة في أيّة لحظة، مشيرين في ذات السّياق إلى أنّ الحق الوحيد الذي لديهم هو حق التصويت أثناء الإستحقاقات القادمة، وتستمر معاناة هؤلاء العزل منذ سنوات طويلة، حيث أنّ الزائر لهذا الحي الهش يلاحظ من الوهلة الأولى مدى المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء فظروف عيشهم قاسية، بيوت مبنية بالطوب والحجارة والقصدير عبر مساحات ضيّقة، تنعدم فيها كل الشروط التي من شأنها أن توفر الحياة الكريمة للسكان من قنوات صرف المياه، بالإضافة إلى أكوام القمامات والأوساخ المنتشرة في عدة أماكن، حيث أصبحوا معرضين في ذلك للمخاطر الصحية، وقد عبّر سكان هذا الحي ل (أخبار اليوم) عن غضبهم واستيائهم الشديدّين من الوضعية الكارثية التي آلت إليها ظروفهم المعيشية، مؤكدين أنّ هذه السكنات لا تستجيب لأدنى شروط العيش المحترمة، وذكر هؤلاء السكان في ذات السياق أنّهم لم يجدوا من يمدّ لهم يد المساعدة رغم النداءات المتكرّرة والرسائل الموجّهة للمسؤولين قصد التكفل بعملية ترحيلهم من مساكنهم الهشة إلى سكنات اجتماعية جديدة، في إطار برنامج القضاء على السكن الهش والأحياء القصديرية ولكن دون أن تتحرك الجهات المعنية -على حد تعبير أحد السكان-، وعلى صعيد آخر تعد فئة الشباب أكثر تضررا من هذا الهاجس المعيشي الذي طال يومياتهم، إذ يعيش معظم شباب هذا الحي حالات نفسية حرجة رغم حصولهم على شهادات عليا، وأن هاجس البطالة لا يزال يؤرقهم حتى بعد حصولهم على هذه الشهادات في ظل غياب فرص العمل، كما أنهم يعيشون ظروفا صعبة جراء التهميش ومظاهر الغبن والإقصاء الذي تعرضوا له، وما زاد الطينة بلة -حسب هؤلاء الشباب- هو نقص المرافق الشبابية والرياضية والترفيهية، حيث صرح بعض الشباب لجريدة (أخبار اليوم) أنّ هذا النقص أضحى يؤثر عليهم سلبيا، حيث ينعكس على يومياتهم خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة الخانقة التي لا مفر منها بسبب نقص المشاريع التنموية، ولهذا يأمل قاطنو حي عناقرة بعين وسارة أن تلتفت الجهات المعنية إلى مشاكلهم وأن تجد لها حلولا سريعة تضمن لهم شروط العيش الكريم .